أستغرب جدا عن انحصار الانتقادات للالوهية داخل نطاق الديانات الابراهيمية الثلاث دون غيرها
من المذاهب الالوهية و ابرزها الـ deism الذي يمكن تسميته ايضا بمذهب الاله العقلي، عوضا
عن عدد من الافكار التي تدعو الى التوصل الى الله عن طريق التصوف و التأمل و ذلك نجده- بشكل
ربما يبدو غامضا و غير واضح- في عدد من ديانات الشرق الاقصى كالبوذية و الطاوية، و من هنا
اريد ان اقول ان فكرة الاله الاعظم هي اكبر من ان يتم حصرها في عدة ديانات او ان اثبات بطلان
الاديان هو دليل على عدم وجود الله، لا يفوتني ايضا ان الربوبيين في ازدياد في الولايات المتحدة
على عكس اوروبا حيث الالحاد هو السائد.

في رأيي ان الربوبيين يمكن تقسيمهم الى:

1- العقلانيين وهم الذين يعتمدون غالبا على ما يسمى -المبدأ البشري القوي- و ان الحياة بشكل عام
توحي الى مصمم ذكي.

2-المتصوفين و هو التوصل الى الله عن طريق الرياضات الروحية و التأمل.

3- متبعي الايحاء القلبي ، فربما تجد منهم من لم يسمع بالمعتقدات الدينية لا عن قريب و لا بعيد
لكنه يؤمن برعاية من قبل قوة عليا (الهية). و عن هذا فكثيرا ما سمعنا عن -الجين الالهي-
و ايضا ما يسمى بالفطرة لدى الأديان.

4- الايمان العاطفي، و هو الايمان بالله الذي يأتي مواكبا للظروف الحياتية القاسية و الصعبة
اتفق جدا مع فيلسوف التنوير الرائع فولتير عندما يقول: حتى لو لم يكن الله موجودا لكان علينا
ايجاده. الالحاد سهل جدا مع تواجد الامن و الصحة و انشراح الحياة امام الشخص اما مع غياب
كل هذا فهو اشبه بالانتحار الروحي.

يزعجني جدا سماع بعض الملحدين يشبهون الايمان بالله بمثابة الاعتقاد بوجود كوب شاي في
محيط كوكب المشتري مثلا !! هو تشبيه مضحك يعبر بقوة عن فهم في غاية السذاجة عن
كنه الله او الذات الالهية او ربما لا يزال القائل بهذا التشبيه متأثرا بأفكار المجسمة عند
بعض الفرق ..

و من يدري ربما قال ذلك متأثرا بالمذاهب الوضعية - تفنيد كل شيئ يقع خلف المادة- و هو بذلك
لن يقبل الا باله ذو كتلة مادية او طبيعة فيزيائية يمكن الكشف عنها !!

ثالوث اليونان العظيم و ابو الرياضيات فيثاغورس و عدد كبير من فلاسفة التنوير
كانوا ربوبيين. الامر جدير بالمتابعة و ما يزيده متعة هو الابتعاد عن صراع الاديان.

تحية عطرة