الزميل العزيز Kairos
الزملاء الاعزاء

كل عام وأنتم بخير وادعو الله ان يكون العام القادم اكثر رحمة بالعرب وبالبشرية كلها.

أتفق نسبيا مع الزميل Kairos فيما ذهب اليه ويأتى إتفاقى معه من زاوية أننى أرى خطورة مناقشة الاعجاز العلمى للقرآن على أنه اعجاز علمى ولكننى أراه إعجاز إلهى وليس إعجاز علمى.

فالعلم هو مخلوق من الله والعلم هو صفة لله وهو علما لن نستطيع اداركه كله ولكن نستطيع ان نرقى فيه درجات ودرجات تتفق مع الزمن وتتفق مع النمط الثقافى السائد فى المجتمع.

فلو كان الأمريكيون يؤمنون بالله كإيمان أهل الاسلام به وبصفاته وبمنطقه وبقدرته ، لاكتشفوا فى القرآن نوعا آخر من الاعجاز يختلف عما نكتشفه نحن وقد لا يكون اعجازا علميا ولكنه إعجازا فى مدى تماسك كلام الله وإعجازيته.

فكلام الله هو كلام متماسك لا يجافى الحقيقة ولكنه قد يجافى قلب من لا يؤمن به او من يحاول استخراج حقائق محددة سلفا ويشرع فى تحجيم القرآن ليخبر خبرا واحدا وما ينطبق هذا على القرآن.

ومحاولة الاستدلال على صدق القرآن وإثبات دلوليته على وجود الله هى محاولة قاصرة عن ادراك عظمة القرآن الحقيقية فى أنه دليل البشرية لحياة أفضل مرسومة الخطى من عليم مقتدر.

وعن نفسى حينما انظر الى قول الله فى موطن من مواطن القرآن انه دحى الارض فإننى اجد قولا جميلا به بلاغة غير بشريه تتسق مع ما يكتشفه العلم الحديث ، فالدحة هى البيضة وكلمة دحى هى قريبة من البيضة أومن مشتقاتها، ورغم هذا لا تجافى البسط والمد ، وهنا اكتشف الاعجاز الإلهى فى البلاغة التى تعبر عن الحقيقة ، فقد بسط الله الارض بصورة بها ميل لا يبان الا فى المسامحات الشاسعة او من خارج الغلاف الجوى ، واقول عندها سبحان الله وجل جلال الله الذى اختار كلمة يدل بها عن نفسه التى تستطيع مخاطبة البشرية بنفس الكلام الذى خاطبته بها منذ اكثر من 1400 عام، وهذا هو موطن الاعجاز.

فالله يدل على نفسه دائما لكل من يسمع القرآن ، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ، فلو كان من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم ، لما خطر بباله ان يضع كلمة مثل دحاها فى القرآن ..... وهنا يبدأ الإيمان يخاطب قلب من يسمع هذا الكلام ويسأل نفسه هل هذا قول بشر؟

وسنجد القرآن يعيد تحقيق نفسه حيث تتجدد آياته وتفرض نفسها على الوجود مرة أخرى ، ونرى من يستيقنها قلبه ويستنكرها عقله وسنجد منافقين وسنجد كافرين بخطاب الله وهكذا نعيش فى مراحل الدعوة الاسلامية المختلفة من خلال قرآن الله الذى هو بالنسبة لى أكبر دليل على أنه وسيلة الاتصال بين الأرض والسماء وأن الله لم يتركنا بعد أن توفى رسوله إليه.

هذه هى عظمة القرآن التى أعيش معها وبها ، والاعجاز العلمى به عشرات المواضيع ، وكيف لبشر أن يعرف أن السماء كانت دخان او الكون كان رتقا او ان الارض ذات صدع او أن السماء ذات رجع ، هذا هو حديث الله لأهل هذا الزمان ليدلهم على وجوده ، وسنجد معانى أخرى لنفس المعطيات بعد عشرات ومئات السنين وسنجد مكتشفات جديدة للعلم لا تجافى حقيقة القرآن ولكنها تجافى حقائق ومسلمات أهل زمان أخر.

وأخيرا اتقدم للزميل للحبيب Kairos بكل الشكر والتقدير على تشريفنا به فى هذا المنتدى لما يثرى به عقولنا وقلوبنا ويجعلها تفكر وتتدبر فى الله. ووعدا منى بإذن الله أن اعود للتعليق على عظيم مشاركته فى موضوع إفلاس المشروع الاسلامى ، وليعذر تأخرى حيث أننى أحب أن أكتب لك ما يليق بك وليس أى رد للحوار ، فأنت تحرك العقل أكثر مما تحرك اللسان والتخاطب معك يجب أن يليق بك وبعلمك.

وكل عام وأنتم بخير ونفعنا الله ببعضنا.

---

اضافة للتعليق

فعلا إن أحسن القصص كلام الله ، فحواديت جدى كانت تمتعنى حينما كنت طفلا صغيرا ولكنها تضحكنى الان واحتاج الى قصص من مصدر أخر يتناسب مع مرحلتى العمرية ، ولا استطيع ان اطلب من جدى أن يخاطبنى كرجل بقصص تتناسب مع عمرى فقد مات جدى ، ولكنى الله حيى لا يموت فى القرآن ، ومهما مرت السنوات سأجد نفس المصدر يخاطبنى فى عام 1000 ميلادية وفى عام 2000 ميلادية وفى عام 3000 ميلادية ،

هذه هى معجزة القرآن والتى تتجلى أكثر لمن يعرف بلاغة اللغة العربية ولهذا كان من خطة الاستعمار محاربة اللغة العربية.