تحية الى الزميل عونى عونى والى الزملاء الأعزاء

(08-30-2011, 11:35 PM)عوني عوني كتب:  والسبب يرجع اولاً واخيراً الى جهالة محمد به اصلاً :

" ما أدري تبع ألعينا كان أم لا ؟ و ما أدري ذا القرنين أنبيا كان أم لا ؟ و ما أدري الحدود كفارات أم لا ؟ "

الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح على شرط الشيخين - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2217

"ما أدري أتبع أنبيا كان أم لا ؟ و ما أدري ذا القرنين أنبيا كان أم لا ؟ و ما أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا ؟ "

الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5524

كم هى رائعة تلك المداخلة والتى أتمنى أن يتفهمها المسلمون جيدا، وهى هامة جدا فى التأكيد على بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم كما تأكد من قبل بشرية المسيح عليه السلام حينما نفى علمه بالساعة.

فهذا هو رسول الله الذى قال عنه القرآن فى سورة الأحقاف، والاحقاف كانت مكان معيشة قوم عاد اكبر المكذبين بالله من الأقوام أولى القوة التى لن يبلغ مقدارهم فى معطيات الكمال فى الخلق والتكوين أمة أخرى، فقد قال (قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين)

فالرسول لا فرق بينه وبين أى نبى آخر ، وأى نبى آخر ما كان يعلم إلا ما علمه الله ، وعليه ....

فإنه يجب ان يدرك المسلم أنه لا يوجد شيخ أو عالم نكتفى بعلمه كما لو كان علماً من الله ، فالرسول نفسه لم يكن يعلم كل العلاقة بين الله وعباده سواء فى الحياة البشرية او بعد الممات ثم البعث بعد ذلك والحساب،

وأؤكد على كل مسلم وأدعوه أن لا يسلم قياد عقله لإنسان بل يجب أن يجتهد فى إعمار القلب بالإيمان والعمل الصالح ثم بعد ذلك يعمل عقله وقلبه الصالح فى النص مستنيرا بآراء علمائه وأقوال السلف وليس متبعاً لها دون تدبر فيَضل ويُضل عن الهدى.

---

(08-30-2011, 11:35 PM)عوني عوني كتب:  اذ اخبر سامعيه وقارئيه بأن الشمس تغطس في عين ماء وطين !!!!

وتلك خرافة مريعة فظيعة .. نقلها من مصدر جاهلي !

و أتت بنصها في شعر أمية بن أبي الصلت الذي نظم شعراً في ذي قائلا:

بلغ المشارقَ والمغاربَ يبتغي أسبابَ أمرٍ من حكيمٍ مرشـدِ
فرآى مغيبَ الشمسِ عند مآبِها في عينِ ذي خُلُبٍ وثأْطٍ حَرْقَدِ

خلب: طين. ثأط: الحمأة. حرقد: الأسود من الحمأة.

(ديوان شعراء النصرانية قبل الإسلام ج1 ص 236)

إنها إحدى مواطن الارتطام الفكرى القوى للمؤمن حينما يجد أن بعض شعراء الجاهلية قد قالوا أمورا تم ذكرها فى القرآن مما يفتح باب التعجب او الشك او الاصرار عملا بمبدأ "هى كده".

لقد تعجبت جدا حينما وجدت أمرؤ القيس يتحدث عن شق القمر أو من يتحدث عن أمورا تم ذكرها فى القرآن بعد هذا...

فهل هذه مصادفة؟

بالطبع لا

ولكن هناك أمر ما لا أفهمه جيدا وأحاول ان ابحث عنه ، وعلى قدر علمى المحدود فقد خطرت لى خواطر أحب سياقتها لكم عسى أن تكون صحيحة أو تحتاج الى مزيد من المعلومات لبناء مفهوم لها واضح نسبيا.

إن الشعراء كانت لهم المكانة الكبرى فى الثقافة العربية وخاصة الجاهلية وكذلك فى الاسلام عندما انحرف حكامه عن منهج الاسلام مرتديين بذلك ردة جاهلية. ويجب أن نبعد أن أذهاننا تصور الشعراء بأنهم كانوا مثل مؤلفى الأغانى هذه الايام ولكنهم كانوا أعظم شأنا بكثير حيث كان لكل قبيلة شاعر ، وهو أمر يشبه وجود كاهن او عراف او ساحر لدى القبائل البدائية ، والأمر لم يكن من اجل الثقافة ولكن كان له ارتباط دينى يظهر مما يلى ،

فقد كانت الكعبة منذ إنشائها حتى يومنا هذا كانت بيتا لعبادة الأله سواء كان الله او حتى الاصنام ، ولهذا نجد خيطا غير مرئى يربط بين بيت الاله المقدس وبين الاشعار حتى انه كانت هناك المعلقات السبع التى توضع على الكعبة وهذا ليس من اجل الثقافة ولكن من اجل رباط دينى بين تصور الاله وبين الشعر ،

وكلمة شعر مرتبطة لغويا بكلمة شعور وهى تشمل كل ما نشعر به من مشاعر دنياوية او سماوية ،

والشعراء سورة مذكورة فى القرآن ، دليل على انهم كانوا مصدر دلالة على الإله والدين يرفضه الاسلام.

وقى نفى الله ان يكون كلام القرآن هو شعر أو أن النبى هو شاعر ، ولهذا تقدير كبير لقيمة الشعر عند العربى القديم والتى أثبتته له التجربة والتى لا نقف على تفاصيلها ، فليس من طبيعة الانسان الايمان بشئ لا يشعر بأنه موجود وله أثره فى حياته.

ولكن كيف يذكر الشعراء بعض امور قرآنية ؟

للوصول الى تصور لفهم هذه الاشكالية يجب ان ننظر الى (الجن) !!!

فالجن فى الموروث الثقافى العربى كان لهم حضور قوى حتى أنه كان لهم وادى عبقر ومنه اشتقت كلمة العبقرية ، ويجب ان نبعد أن أذهاننا تصور الشيخ شمهورش او شيوخ العلاج بالقرآن ونحن نتصور الجن.

والجن حقيقة فى القرآن ولهم سورة بأسمهم ولكن كان لهم علاقة بالبشر غير معروفة الحدود انتهت بنزول القرآن ، فالجن كان يستمعون الى الملأ الاعلى وهم يتناقلون أوامر الله وكانوا يبلغون بها بعض البشر ممن استعانوا بهم من شعراء وكهان ومنجمين فنجدهم يعطونهم واحدة ويضيفون تسعا ، فيصدف المتعامل معهم كما ذكر عن المنجمين

وبنزول القرآن تم وضع ناموس جديد فى السماء يمنع الجن من الاستماع للملأ الاعلى إلا من اختطف خطفة فيتبعه شهاب رصدا

ومن الواضح ان الجن مثلهم مثل البشر فى اسلوب الايمان حيث انهم يتبعون ما قاله سفيهم عن الله والذى كان شططا.

ومن هنا لا أجد استغرابا فى تكرار أمورا فى الشعر الجاهلى اجدها مذكورة فى القرآن ، فقد طعن أهل الجاهلية أنفسهم هذا الطعن على القرآن ولكنه ظل هو وذهبوا هم.

وسبحان من له العلم والدوام.

ودمتم بخير