على نور الله،
اولاً كل عام وانت بخير وأعاده الله علينا وعليكم بالخير
(08-27-2011, 04:07 PM)على نور الله كتب: الجواب:
بالنسبة لاولى الابصار و اولى الالباب , فكل هذه الايات متعلقة بالعقيدة و الايمان بالله الذى يتم بالعقل كاحد المصادر التى تقود للايمان , و لكن العقل لا يستطيع تشريع احكام فقهية و هذا ما ورد فى المقطع الذى ارفقته سابقا بالنقل عن كبار فقهاء السنة
و تفضل ساعطيك بعض الامثلة الفقهية التى لو اعتمدت فيها على العقل فقط فلن تصل الى ما حكم به الله و الشريعة و الفقه :
اولا تعدد الزوجات
لا يوجد امراة تقبل بتعدد الزوجات , و لا يوجد رجل الا و يستقبح ان يتزوج زوج ابنته من امراة اخرى
و لكن الشرع يجيز ذلك , و لو تركنا الامر للعقل و التقبل او الاستقباح فاننا لم نكن سنصل الى حكم الله فى ذلك .
ايضا الفرق الشاسع فى سن الزواج
فالناس تستقبح زواج رجل مسن عمره مائة سنة من فتاة عمرها 18 سنة او عشرين سنة او ثلاثين سنة و ايضا الناس تستقبح العكس ان تكون المراة مسنة و تتزوج شابا فى 18 سنة
و لكن الفقه و الحكم الشرعى يجيز ذلك
و لو تركنا الامر للعقل و استقباحه او استحسانه لما وصلنا للحكم الشرعى
و غيرها من الاحكام الفقهية الكثيرة التى لو ترك لنا الحكم العقلى فيها لما وصلنا الى حكم الله و كنا سنختلف فى ذلك من مجتمع الى اخر بل حتى فى المجتمع نفسه سيكون فيها خلاف بل حتى فى الاسرة الواحدة سيكون هناك اختلاف و تخبط و لن تكون هناك قواعد تضبط الجميع .
أولاً، أنا لم أقصد الرضيعة كحدث محدد، انما القضية مبدأية، وهي لا منطقية اتخاذ حجة غياب النص وجوباً للتحليل فيما يرفضه العقل والطبع.
الأحكام الفقهية التي أوردتها لا تتلائم بتاتاً مع موضوعنا، فتعدد الزوجات حُدد بنص صريح ،لذا فلا يجوز تحريمه لاستقباحه، بعكس الاستمتاع بالرضيعة.
كذلك الأمر بزواج المرأة البالغة بمن تشاء، فهذا مما يدخل في نطاق الحرية الشخصية التامة، والتي لا تملكها الرضيعة أيضاً.
وجهة نظري بسيطة للغاية، وهي ان وجود ناس بدرجة وعي كافية ليرفضوا ما لا يقبلونه، دون اللف والدوران لايجاد مبررات لشطحات الكهنة، هو أمر حيوي بناء في الحفاظ على استمرارية الدين والتشريع.
ثم ما المانع في وجود اختلاف في المجتمع طالما كان من باب اختلاف الآراء في المباح؟
(08-27-2011, 04:07 PM)على نور الله كتب: فكلامك صحيح لو كنا نتكلم عن فقيه من المذهب السنى
اكرر للمرة الالف
الفقيه الشيعى لا يحكم بما يراه هو , و نحن الشيعة لا نريد رايه الشخصى فليس هذا هدفنا , بل نريد هل ورد فى ذلك نص ام لا ؟؟؟؟؟؟
هو مستامن و موثوق ليبين لنا هل ورد تحريم نصى ام لا ؟؟؟؟
اما رايه الشخصى فى قضية ما , فبامكانه ان يوضحه بعيدا عن كتاب الاحكام الفقهية , فليكتب كتابا فى الاخلاق او الثقافة او كتاب فى علم النفس او ما يشاء
كتاب الفقه عند المرجع الشيعى يسمى (رسالة عملية )
و هو لا يحتوى الا على الاحكام الفقهية فقط لا غير , و التى تصدر فقط فى اصداره الحكم بناء على فهمه لنصوص وردت عن الرسول الاعظم و الائمة المعصومين بان الله حرم ام لا
اما ما لم يشتمل عليه نص التحريم فلا يمكن ان يضع الحكم الفقيه الشيعى على كيفه و هواه او استحسانه العقلى او استقباحه العقلى , فليس له هذه السلطة الدينية التى لم تكن للرسول الاعظم مهما كان الامر واضح عقليا .
لا يوجد مذهب سني وشيعي، يوجد فقط قرآن وسيرة واضحة لا لبس فيها لحياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهما مصدر التشريع الصحيح بالمطلق في الشؤون الدينية.
قد يحدث في حالات معينة وجود أمر مستجد لا يوجد له حكم في هذين المصدرين، ما يوجب بالضرورة احكام العقل في التصرف حياله، وهنا يأتي دور الفقيه، حيث يأخذ ما يراه أقرب لصوابه، لكن وبما أن رأيه يحتمل الخطأ، فالقياس الشخصي هنا واجب.
وبالمناسبة، ما رأي قداستكم بالمخدرات وتجارة البشر واللواط؟؟
هذه أمور لم ترد بنصوص صريحة، لكن العقلية البشرية رفضتها
(08-27-2011, 04:07 PM)على نور الله كتب: الجواب:
انت كمسلم تؤمن بالحساب , طيب الحرام معلوم انه يوجب العقاب , يعنى ليس هناك ما تحاسب فيه لانه حرام يستوجب العقاب فهو ممنوع
بينما الحساب فهو فى الحلال لانه مسموح به و هو مجال التعامل و المناورة , كما انه ليس فيه رقابة بشرية بل رقابة الهية توجب الحساب .
مثال
نرجع لتعدد الزوجات
نعم هو جائز فى الاسلام , و لكنه اشترط العدل و لا توجد رقابة بشرية على عدلك فى المسالة و لكن الله سيحاسبنا على العدل فى الزواج , و سيحاسبنا على سبب التعدد , و سيحاسبنا على الضرر الذى يلحق بالزوجات ان تسبب التعدد بضرر لهن سواء نفسيا او ماديا او اجتماعيا .. الخ , سيحاسبنا على تربية الابناء ان تضررت بسبب هذا التعدد , سيحاسبنا على التقصير فى علاقتنا مع الوالدين ان كان التعدد سيؤثر على هذه العلاقة و يؤدى الى تقصير و هكذا ... الخ
فالمسالة جائزة و حلال , و لكن ان كان هذا الحلال سيجر اضرارا و يتسبب بمحرمات , فنحن محاسبون فى هذا الحلال و كيفية تصرفنا فيه و اسرافنا و تفريطنا بامور اخرى بحجة ان هذا جائز حلال .
مثال اخر:
طعام معين حكمه حلال و جائز
نحن محاسبون فيه ان كنا سناكله باسراف , و نحن محاسبون فيه ان كنا ناكله بطريقة تسبب لنا الضرر و نحن محاسبون فيه ان اكلناه بكثرة و نحن نعلم ان جارنا فقير ليس فى بيته خبز , و نحن محاسبون ان دفعنا فى ثمنه مالا باهظا لا يساوى هذا الطعام تحت باب الاسراف , و نحن محاسبون ان لم نكرم به ضيوفنا , .... الخ
من هنا تجد ان الحساب يكون فى الحلال و الجائز شرعا .
حتى الصلاة التى هى عبادة فيها حساب فما بالك بغيرها .
أمثلة غير موفقة.
فالحرام الذي ذكرته هو تجاوز بحد ذاته، منفصل كلياً عن الحدث الأصلي (الحلال)، كالتمييز بين الزوجات، والذي هو ظلم محرّم بغض النظر عن حيثياته وتفاصيله.
كذلك الأمر في الاسراف والبطر، فهذه ليست داخلة في نطاق الحلال، فلن يحاسب الانسان لزواجه من ثانية، انما سيحاسب على الظلم، والا لبطل معنى الحلال والحرام.
(08-27-2011, 04:07 PM)على نور الله كتب: الجواب:
الرسول محمد صلى الله عليه و اله وسلم هو الاعظم و الاية التى اوردتها (لا نفرق بين احد من رسله )
هى قول المؤمنين و عدم التفريق هنا فى الايمان برسالتهم و التصديق بهم و تفضل راجع الاية من اولها دون اقتطاع :
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
فالتفريق هنا مرتبط بالايمان اى نؤمن بهم و لا نفرق فى الايمان بين رسول و اخر بل نؤمن بهم جميعا .
و دليل تفضيل الله الانبياء بعضهم على بعض :
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ.
و دليل ان الرسول محمد صلى الله عليه و اله و سلم هو الاعظم و الافضل :
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ .
فالله وصفه بالعظمة دون جميع الانبياء , يعنى وصفه لاخلاقه بالعظيمة يعنى انه عظيم , و هى صفة لم يطلقها الله على احد من انبيائه و رسله , و بما انه رسول و الله استعظم خلقه و استعظمه , فهذه العظمة فارق عن جنسه , و ما جنس الرسول ؟؟؟؟ جنسه ان انسان فهو اعظم انسان , و جنسه انه مخلوق فهو اعظم مخلوق و جنسه انه نبى رسول فهو اعظم نبى و رسول و فى المحصلة هو الرسول الاعظم .
يا سيدي، كل واحد وحساباته.
لن أعلق على هذه النقطة حالياً، وربما أتطرق لها لاحقاً
(08-27-2011, 04:07 PM)على نور الله كتب: الجواب:
لو ان التغلب على الهوى صفة بشرية لا يمكن التغلب عليها لما امرنا الله بالتغلب على اهوائنا , فكيف يامرنا بما لا نستطيع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نحن نعتقد ان الانسان قادر على التغلب على هواه بالتدرج و الترقى الروحانى و بالعلم الذى يؤدى الى خشية الله و تقواه , فان حصلت التقوى و خشية الله تغلب الانسان على هواه و ان احب الانسان الله و تغلغل هذا الحب فى قلبه فقد تغلب على هواه و صرعه و لم يعد للهوى اليه سبيلا .
من هذا المنطلق فالشيعى مكلف باتباع مرجع دينى قضى عشرات السنين من حياته فى دراسة التراث الاسلامى و العلوم الروحانية و له ثقافة عالية فى غير الشؤون الدينية , و سيرته الذاتية معلومة للمؤمنين و الناس من حوله فيكون معروفا بتقواه و ورعه و شجاعته و زهده و ذكاؤه و عدالته و تغلبه على هواه و غيرها من الصفات .
لان الانسان العادى لا يستطيع التفرغ لعدة سنين لدراسة التراث الاسلامى و الروحانى الكبير كما انه لو تفرغ لذلك فليس الجميع عندهم القدرة على استيعاب الفقه و قواعده و اصوله .
و لذلك يجب اتباع مرجع دينى و هى منزلة علمية لا يصل اليها الا القلة من علماء الشيعة لان الوصول اليها له شروط علمية و بحثية و اختبارات روحانية بالاضافة الى ضرورة ثبوت العدالة والتقوى و الشجاعة و صفات لهذا المرجع حتى يحصل على اعتراف بهذه المرتبة من المراجع الذين سبقوه و حينها يكون للشيعة الحق فى اتباعه و تقليده فى المسائل الفقهية .
أنا لا أعارض وجود مرجع ديني، انما الاختلاف هو على مكانة هذا المرجع، وهل ترقى لمستوى التنزيه والتأليه الموجود -خاصة لدى الشيعة-!
في حدثنا الحالي، نجد أن الخميني قد أباح من منطق ديني أعوج، وتغاضى كلياً عن وجود بيئة محيطة تنتهج مقاييساً أخلاقية محددة بحد أدنى.
تفصيلات الخميني في هذا تفخيد الرضيعة والأحداث الافتراضية الواردة لا توحي برقي هذا الدين، ولا باحترام المرجع لدينه، وقد صدق القائل بأن نصف الكفر في العالم يحمل وزره متدينون، بغّضوا الله الى خلقه بسوء صنيعهم وسوء أقوالهم، وهذا مثال منه.