اتفق مع على نور الله ( لابد انها ليلة القدر)، في اغلب ماتفضل به. وشخصيا كنت في غروزني في عهد بريجنيف وفي عهد بوتين ولدي اصدقاء كثر هناك. ومن اسباب انتشار الوهابية ان الشيشان يقدسون العرب ( لانهم من نسل الرسول) ويعتقدون ان العرب ( لمجرد انهم عرب) وحدهم يفهمون الاسلام الحقيقي ، وكان بعضهم يتمسح بي للبركة، وكنت اجلس في صدر المجالس واقرأ لهم القرآن واشرحه لهم كانوا ينطلقون بي من حفلة غذاء الى حفلة اخرى واقرأ لهم القرآن على القبور والنساء تبكي. وبشكل عام الشيشان كانوا شافعي المذهب وفي المنطقة التي كنت بها قريبة من غروزني كان لديهم قرآن قديم طبعة قازان من القرن الخامس عشر مع الشروحات على حاشيته بالعربي.

الشيشان لديهم بنية اجتماعية عسكرية وذكورية، إذ ان المجتمع مقسم الى طبقات حسب الاعمار والجنس.
كبار السن حتى سن الاربعين هم في اعلى الهرم الاجتماعي، والجميع من الطبقة الاصغر عمرا ( الذكور) يقفون عندما يأتي شخص منهم. وعندما اقول يقفون اقصد انهم يبقون واقفين الى الابد حتى يغادر الغرفة. وإذا كان احد منهم في يده سيكارة يلقيها على الفور خصوصا الشباب ولايجوز ان يمسكهم الشيوخ وهم يشربون والاسوء ان يكون شيشاني في حالة سكر.
وكبار السن ( الابعين فما فوق) يخدمهم على مائدة الطعام رجال من طبقة العمر التالية حتى الخمسة والعشرين، وهم بدورهم يخدمهم الشباب الاصغر الغير متزوجين، وبدورهم تخدمهم الفتيات الغير متزوجات. ولكن ابدا لاتجلس النساء مع الرجال على مائدة واحدة، والزوجة تجلس على الارض امام رجليي زوجها الذي يجلس على الكرسي.
والمرأة وحدها التي تهتم بالاطفال وتطبخ الطعام. وبشكل عام الشيشان شعب لازال في العصر الحجري عقليا
واقرب شعوب القوقاز اليهم هم الانغوش ويعتبرون ابناء عم عرقيا، كما ان الشيشان يعتبروهم ارقى منهم ( احدى عجائب المنطقة).

والشيشان لايحترمون احد من شعوب العالم غير الانغوش والعرب، ومزدوجين اخلاقيا ( مثل بقية المسلمين على العموم ولكن بطريقة اكثر تركيزا).
ورئيسهم الحالي انشق عن الوهابيين ويحاول بناء دولة اسلامية على الطريقة التي كانت سائدة في الخلافة العثمانية وليس السعودية ولكنه شديد للغاية ( الشيشان لاينفع معهم الرحمة) وحرامي كبير، لايختلف في طريقة تعامله مع اموال الدولة عن طريقة تعامل بشار الاسد وصدام حسين والقذافي ( يعني الجيبة واحدة).