{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #61
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
الأقليات الدينية ذكريات شخصية

حسين العودات

التاريخ: 03 سبتمبر 2011
حسين العودات

في الفلسفة يقولون (لا علم إلا بالكليات) إلا أن الروائي الفرنسي بلزاك خالف هذه القاعدة الفلسفية، وكان يرى أن (الأشياء الصغيرة) يمكن أن تؤهل المرء كي يستقرئ الكليات منها.

وهذا ما أرجو أن يصل إليه قارئ هذه المادة.

أذكر أنه في أواخر أربعينات القرن الماضي، لم يكن عدد سكان قريتي الصغيرة في جنوب سورية، يزيد على (700 نسمة) منهم عدة أسر مسيحية، وكان السكان جميعهم، يحتفلون بعيد الفصح، فينظفون شوارع البلدة (كانت غير معبدة)، ولا يعملون في ذلك اليوم إلا بالحدود الدنيا ويعتبرونه يوم عطلة، ويتجمع شباب القرية في حاراتها وساحاتها، يتبارون في كسر البيض، الذي يسلقونه مع ورق البصل ليأخذ لوناً وردياً، وكنت أحسب وقتها، بسبب صغر سني، أن عيد الفصح هو عيد إسلامي.

كما أذكر في مطلع خمسينات القرن الماضي أن أحد زملائي في المرحلة الإعدادية واسمه عطية السرحان رسب في الامتحان، ودهشنا جميعنا من ذلك لأنه كان من الأوائل، وذهب وفد من الطلاب إلى مدير المدرسة للمراجعة ومعرفة أسباب رسوبه، وربما للاحتجاج على ذلك، فتبين أن درجته كانت (صفراً) في مادة الديانة، وكان الطلاب المسلمون فقط هم الذين يمتحنون فيها، ويعفى المسيحيون من ذلك، ودهشنا جميعاً نحن رفاقه كما دهش أمين سر المدرسة عندما علمنا أنه مسيحي، وهذه لم تكن تخطر على بال أي منا.

وأذكر أيضاً (أم هاجم) السيدة العجوز الثمانينية التي زرتها مع زميلين مغربي وجزائري من الدارسين في شؤون الإعلام في مطلع تسعينات القرن الماضي في طريقنا لزيارة وادي اليرموك، الذي دارت حوله معركة اليرموك الشهيرة حيث كان انتصار المسلمين فيها مفتاح سورية.

وكان لابد لنا من أن نمر في منطقة تنتشر القرى المسيحية فيها على طول الطريق، ويقيم السكان على هذه الأرض منذ أيام الغساسنة أجدادهم، ودهش زميلنا الجزائري عندما كنا نمر بالقرى المسيحية التي يرتدي سكانها اللباس الفلاحي التقليدي، ويعملون بفلاحة الأرض كغيرهم، ويربون الحيوانات، ذلك أن الصورة النمطية للمسيحيين لديه، هي صورة (الخواجة الأوروبي) وكاد من دهشته أن لا يصدق أن هؤلاء مسيحيون، فرأيت أن نزور صديق في إحدى هذه القرى واسمه نظمي فلوح، ليتلمس زميلي الجزائري وجود مسيحيين عرباً قلباً وقالباً.

وزادت دهشته خلال الزيارة من أمرين: الأول عند اعتذاري من صديقي بسبب زيارته بدون موعد، فبادرني بالرد (صلي على النبي يا رجل وهل بيننا مواعيد) همس الزميل الجزائري بأذني وهل هذا الذي يطلب منك أن تصلي على النبي مسيحي؟ وكانت الدهشة بادية على وجهه عندما أكدت ذلك.

والأمر الثاني، أن صدفت جلسته بجانب (أم هاجم) المسنة العجوز التي ترتدي ثياب الفلاحين، ولما علمت أننا ذاهبون لزيارة اليرموك، أخذت تشرح له، باعتباره جزائرياً، ما ورثته شفاهاً عن معركة اليرموك، ودور الغساسنة المسيحيين فيها، وكيف انتصروا لقومهم (العرب) ضد أبناء دينهم (البيزنطيين) وأبدت سعادتها بذاك النصر.

كما أطنبت بسرد معلوماتها التي يرددها الرواة عن دور مسيحيي المنطقة في حماية إبراهيم باشا (ابن محمد علي باشا) وجنده المصريون عند انسحابهم من سورية بعد هزيمتهم وعودتهم إلى مصر.

وأكدت أن هزيمتهم كانت بسبب التآمر الأوروبي على فكرة الوحدة العربية التي كان محمد على يرغب بإقامتها.

ثم أكملنا جولتنا، فقال لي زميلي الجزائري، وكان سياسياً إسلامياً ونائباً لرئيس جامعة الجزائر، إن ما سمعه ورآه كان درساً يقتضي منه إعادة دراسة التاريخ العربي، وفهم التعدد الديني في المشرق العربي بمنظور آخر.

أذكر كذلك في ستينات القرن الماضي، وكنت مديراً للتربية في محافظة درعا، وكانت توجد في مركز المحافظة جمعية خيرية واحدة، فترشح لرئاستها اثنان أحدهما مسلم والآخر مسيحي، وكانت أكثرية الناخبين الساحقة من المسلمين، وفوجئت أن الأعضاء انتخبوا المرشح المسيحي بأكثرية ملفتة، رغم أن العمل الخيري ذاك كان ذا طابع إسلامي، وأن الناخبين مسلمون والمرشح المسلم (إسلامي التوجه) إلا أن الناخبين انتخبوا المرشح المسيحي واسمه هاني السالم لأنه كان مناضلاً محبوباً من الجميع.

عندما احتل الفرنسيون سورية، وطردوا الملك فيصل منها، استبقاه أهالي حوران (جنوب سورية) ليلة واحدة، واجتمعوا يومها برئاسة (شيخ النصارى) وهو تقليد معمول به منذ أيام الغساسنة رغم أن المسيحيين أقلية صغيرة.

وعرضوا أمام الشيخ اقتراحهم بإقامة مملكة لفيصل تمتد من جنوب دمشق حتى عمان (ولم تكن اتفاقية سايكس بيكو قد طبقت بعد) فأشار عليهم شيخ النصارى بالوقوف بوجه الجيوش الفرنسية التي سماها (جيوش الفرنجة الكافرة) التي تريد طرد ابن الشريف من البلاد (وهذا تعبيره)، فإن نجحوا في صدها، عندها يمكن أن يقيموا مملكة لفيصل، ولم يكونوا يعرفون لا باتفاقية سايكس بيكو ولا بمؤتمر سان ريمو، وقد واجهوا الجيوش الفرنسية، وقتل منهم الفرنسيون المئات واحتلوا المحافظة عنوة، وخرج منها فيصل إلى الأردن ثم إلى بغداد فيما بعد.

والآن، وبعد الدمار الأخلاقي والقيمي الذي حصل، صار الفرد، في الغالب الأعم، عندما يلتقي بفرد آخر، يكون همه الرئيس معرفة دينه، ثم طائفته، ثم إقليمه، ثم عشيرته، حتى يقرر شكل التعامل معه وأبعاد هذا التعامل وحدوده؟

فهل من دمار مجتمعي وقيمي وأخلاقي وقومي وسياسي أكثر مما وصلت إليه بعض المجتمعات العربية؟
09-03-2011, 06:20 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل - بواسطة بسام الخوري - 09-03-2011, 06:20 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أكثر من 6 آلاف طفل سوري قتلوا بنيران النظام الوطن العربي 0 403 03-18-2013, 05:30 PM
آخر رد: الوطن العربي
  نجم عيد الحب سوري حلبي salem mohamed 7 1,102 02-16-2013, 07:50 PM
آخر رد: على نور الله
  حر سوري يضرب أحمدي نجاد بالجزمة demon 56 7,416 02-11-2013, 12:42 AM
آخر رد: Rfik_kamel
Exclamation عاقل سوري يكتب ويحلل كارثة سوريا حاليا ؟؟؟ لكم حرية النقد . زحل بن شمسين 0 644 12-03-2012, 07:28 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  ضابط عسكري سوري منشق شاهد على المذبحة في الحولة demon 3 1,282 06-21-2012, 06:13 AM
آخر رد: الكندي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 5 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS