استدراك .
أود أن أوجه أصدقائي هنا أني لضيق الوقت أتابع فقط الموضوعات التي أطرحها حتى النهاية ، أما الموضوعات التي أشارك فيها فتقتصر مشاركتي على بعض المداخلات المركزة ، و لكني لا أتابع الموضوع حتى نهايته إلا في القليل النادر، خاصة لو سبق أن شرحت وجهة نظري سابقا ، فلا شيء يثقل علي قدر أن أعيد طرح أفكاري ، فطالما لم يقرأها الزميل في حينها فلن يقرأها الان !.لهذا أعتذر لمن توقع أني سأتابع مداخلاته في غير موضوعاتي ولم أفعل ، فهذا شيء غير متعمد .
(09-03-2011, 09:25 PM)واحدة مصرية كتب: هل يعقل أن فساد بهذا الحجم فى مصر ولم تنجومنه أى مؤسسة من مؤسسات الدولة و يأتى لنا من يقول أن مؤسسة الجيش لم يطلها الفساد .
من يقول لك ذلك فهو يحاول غشك .. يبدوا انك محاطة بمن يحاول خداعك دائما .
أقترح عليك متابعة ما كتبه بهجت عن المجلس العسكري في شريط " إدراة الأمل " .
هذه مداخلة مختصرة سبق أن وضعتها في شريط في الفكر الحر .أعتقد انك لن تقرأيها و سوف تلومينني اني لم أجبك كما تفعلون عادة .. الجدل للجدل لا غير .
قوة الضرورة
يا صديقي .
ما تثيره في هذه المداخلة حاولت الإجابة عليه في موضوعات طويلة ،وهذه مشكلة تصادفني دائما ، فعندما تدخل في تفصيلات كثيرة من الصعب أن تعود لعموميات لا تفيد . أعتقد أنك لم تقرأ شيئا مما كتبته فالمصريين عموما لا جلد لديهم على التفكير التحليلي و الفلسفي العميق ، و ستلاحظ هذا في نادي الفكر ؛ فبإستثناء واحد أو اثنين من أصول عربية غالبا ، ستجد أن المصريين يؤثرون حوارات المقاهي و بلغتها العامية ،ويرون الحوارات الجادة سفسطة فارغة و ثقافة ومظاهر و... !. لهذا ستجد أنه ليس لديهم رؤية جيدة لما يحدث بالفعل في العالم حولهم أو حتى في بلادهم ذاتها !.
سأوضح وجهة نظري في موضوع واحد هو المجلس العسكري ، أنت تتحدث كغيرك كما لو كان المجلس العسكري خيارا للحكم و هذا خطأ من لا يعرف ما حدث !، ظل المجلس العسكري هو المؤسسة الوحيدة المتماسكة بعد انهيار نظام مبارك ،و بالتالي فقيادتها للبلاد لم تكن خيارا لأحد حتى الجيش نفسه ، لأن البديل هو إنهيار الدولة نفسها . هذا المجلس يمارس سلطاته بقوة الضرورة و لفترة محدودة و مقررة سلفا و حتى إعادة بناء مؤسسات الدولة الدستورية ، بهذا ستنتقل السلطة لممثلي الشعب ( المجلس و الرئيس ) و تعود القوات المسلحة لممارسة دورها التقليدي ، القوات المسلحة لا تسعى للحكم و تراه كرة من اللهب عليها أن تقلبها حتى تقذف بها إلى أي سلطة منتخبة الأمس قبل الغد !. و بالتالي فلا مجال لمناقشة مدى طهارة المجلس أو فساده ، تلك حوارات أشبه بحوارات المقاهي ،
ففي أي نظام سلطوي لا يوجد أطهار بل فساد نسبي !.يبقى أنه لا يعني شيئا أن نقول أن المجلس لا يجيد السياسة فهذا طبيعي جدا ،وأعضاء المجلس أنفسهم لا يدعون ذلك ، فهو ليس مرشحا للحكم .
لو استطاعت قوى الثورة إقناع الشعب بجدارتها ووصلت إلى الحكم ، عندئذ يمكنها بالشرعية الدستورية فرض ما تشاء من تغييرات ، هذا ما يفعله الإخوان تماما ، فهم يعدون أنفسهم للإنتخابات و بالتالي تشكيل السلطة السياسية للدولة بشكل شرعي و قانوني ، و هكذا ورغم اشتراكهم في الإنتفاضة الثورية سنجد أنهم لا يبتزون أحدا بتلك المساهمة ولا يرتبون على ذلك أي امتيازات أو حقوق ، فهم ببساطة يثقون في الوصول إلى السلطة بإرادة الشعب ، ففي آخر انتخابات شبه حرة و في ظل مبارك نجح الإخوان في 70% من الدوائر التي ترشحوا لها ! ، في المقابل نجد أن جماعة التحرير لا تريد استقرارا ولا تحفل بإقتصاد أو سياحة تحت شعار أن الخراب هو نوع من الثورة ! ، فهي لا تؤمل شيئا من انتخابات تعرف قبل غيرها أنها لن تحصل منها سوى ما يجود به جماعة الإخوان !. أخشى أن الشعب فقد ثقته بجماعات التحرير ، و ربما ما حدث في العباسية و في جمعة الإسلاميين ما يؤكد ما أحذر منه ،و يمكنك أنت و غيرك التأكد من ذلك بقراءة تعليقات القراء في مواقع الصحف الإليكترونية .
القضية إذا ليست المجلس العسكري بل من لا يعيش سوى في الفوضى و الخراب مثل البومة السوداء التي تنعق منذرة بالموت مبشرة بالخراب .
كي تقدر ما أقوله لابد أن تعرف عدائي للإخوان المسلمين و خشيتي من وصولهم للحكم ،و لكني أفصل تماما بين شخصي و القضية التي أناقشها .