(09-03-2011, 08:53 PM)نظام الملك كتب:  الزميل الفاضل الاستاذ بهجت
......
وقد أسخط الانفلات الامنى وفوضى الشارع المصرى غالبية الشعب على الثورة رغم انها حققت تغيرات فى العلاقة بين المواطن والسلطة تكاد تكون خيالية ولكنها تزول عندما تنتشر الفوض فى بعض الاوقات عند التعامل مع البلطجية او الباعة الجائلين.

ولكن ما يحزننى هو أن يحصل العوا على أى صوت .. فهو كارثة.

وشكرا للاستاذ بهجت على نشر هذه النتائج

نظام الملك .
شكرا يا صديقي على تجاوبك مع مادة الشريط بشكل إيجابي .
لسبب شخصي تماما لا علاقة له بالتظاهر أو البطولة قدر لي أن أشهد الأيام الأولى للثورة في ميدان التحرير ، و استمر تواجدي على فترات خلال الأيام الباقية ، هذا خلق نوعا من التعاطف مع الشباب الذين عرفتهم في بداية الثورة ،و أؤكد لك أن هناك تغير في نوعية الوجوه التي أصبحت أشاهدها حتى انقطعت تماما . حبي الأبوي لهؤلاء الشباب منعني من الكتابة تماما عن أحداث مصر حتى لا أعبر عن غضبي عن ممارسات جماعة التحرير كغيري من العقلاء المحبين لبلادهم ، ظل هذا الموقف حتى وقت قريب عندما طلب الأخ جعفر علي رأيي في أحداث مصر ،و هكذا سقط التحفظ لأني أرى أن السكوت على تدمير مصر جريمة ، ولو تعارضت مصلحة مصر مع حياة ابني لقطعت رأس هذا الإبن العاق بلا تردد .
أعتقد أن الخطأ الرئيس الذي سقط فيه نشطاء الإنتفاضة الثورية هو خطأ مبدئي ، فهم اعتقدوا أن لدينا ثورة و هذا خطأ ، فما كان لدينا هي إنتفاضة ثورية ضد مبارك و نظامه ، هذه الإنتفاضة حققت أهدافها يوم 11 فبراير ،و بالتالي فالتصرف الصحيح وقتئذ هو أن يتجه نشطاء الشباب إلى البحث عن قيادات لهم و ليس بالضرورة منهم ،و أن يتجهوا إلى العمل السياسي و تشكيل أحزاب ،و بالتالي التوقف عن التظاهرات و الإعتصمات ، و ترك قيادات الدولة المؤقتة لإستعادة الأمن و إعادة دائرة الإنتاج ، و لكن هذا لم يحدث ، فالنشطاء توهموا أنهم قادة لثورة ، و أن على الجميع طاعتهم ، و غرر بهم مجموعة من المغامرين و المدعين و الصحفيين و المراهقين سياسيا وما أكثرهم في مصر من أمثال ممدوح حمزة و علاء الأسواني و وائل الأبراشي و جورج اسحاق و ... . و النتيجة أنهم بدلآ من المساهمة في بناء بلدهم سعوا إلى تدمير ما بقى من هياكل الدولة خاصة القوات المسلحة ، فسمعنا عن إغلاق مجمع النحرير و التهديد بقفل قناة السويس و طريق السخنة و البورصة بل هدد رجل تافه مثل ممدوح حمزة بالإستيلاء على محطات المياه و الكهرباء ! . هذا الإلحاح على لعب دورا قياديا لا يلائم هؤلاء الشباب الصغار ، أدى إلى اصطدامهم مع الشعب الذي بدأ يشعر بأنهم السبب في كل مشاكل البلد . محاولة هؤلاء النشطاء الحكم عن طريق قوة الشارع ، دفع قوى أكثر تنظيما و عنفا مثل الإخوان و السلفيين إلى الإطاحة بهم و القيام بنفس الدور ، و نجحوا في ذلك بالفعل !. و النتيجة كانت علقة العباسية و جمعة الإسلاميين التي تلتها ، كل ذلك أظهر نشطاء التحرير كبلطجية من الدرجة الثانية سرعان ما انسحبوا امام بلطجية الدرجة الأولى !. مازلت آمل في حركة تصحيحة بين نشطاء الثورة تقودهم إلى العمل السياسي المجدي و استعادة ثقة الشعب بهم ،وهذا ليس مستحيلآ .