(09-06-2011, 05:08 PM)wahidkamel كتب: كلنا فداء للمجلس الاعلي للقوات المسلحة ، بالروح بالدم نفديك يا مجلس
أختلف معك في الهتاف للمجلس العسكري .
إذا كان 95% من الشعب يثقون في المجلس العسكري ، فهذا لا يعني أنه أحسن إدارة الفترة الإنتقالية إلى الآن ، فهناك العديد من الأخطاء التي وقع فيها المجلس و هذا شيء متوقع .
المجلس العسكري بحكم تكوينه المهني أبعد مايكون قدرة على القيام بدور سياسي ، و هكذا فإن المجلس لم يستطع أن يبلور لا الرؤية النافذة و لا خريطة الطريق السديدة التي تهيأ له قيادة المرحلة الإنتقالية بكفاءة . بالتالي سنجد أن المجلس خلال الأشهر الماضية قد عانى من الارتباك ، وربما الارتجال في قراراته . إضافة إلى ذلك لم يجد المجلس طرفا مسؤولا يحدد له ما المطلوب بالضبط ، وما هي الأولويات التي يتعين الالتزام بها. ولحل ذلك الإشكال فإنه لجأ إلى اجتهادات أعضائه من ناحية وإلى سلسلة الحوارات التي أجريت مع مختلف الفرقاء والخبراء من جهة ثانية، ومن الواضح أنهم جميعا غرقوا في بحر الاجتهادات والآراء التي حصلوها خلال تلك الحوارات ، التي كان معظمها أقرب إلى حلقات الثرثرة منها إلى جلسات العمل.
يمكنني ان اعدد المزيد من اخطاء المجلس و قد فعلت ذلك في أكثر من موضع خاصة المشاركة رقم 62 من شريطي " إدارة الأمل "
"
اضغط هنا
إني ممن يرون أهمية استمرار الجيش في المرحلة الانتقالية كضرورة وطنية ، و أرى أن غياب الجيش عن المشهد العام يعني إنتهاء الدولة المصرية ، ومن يدعوا لذلك إما إنسان لا يدرك حقائق الأمور ،أو يقدم خدمة مجانية للقوى المعادية للتغيير .
نعلم أن فكرة تخلي الجيش وخروجه من المشهد طرحت في دوائر قيادة القوات المسلحة ، كما وجه المجلس العسكري رسالة أو أكثر إلى من يهمه الأمر تنبه إلى ذلك الاحتمال، عندما صدرت الأوامر بانسحاب الجيش من الميدان في تلويح باحتمال انسحابه من المشهد في مجمله والعودة إلى الثكنات، إلا أن الحرص على حماية الثورة وتأمينها كان العنصر الذي رجح استبعاد أمثال تلك الخيارات. يبقى أن المجلس العسكري كما أراه هو رمز السيادة و هذا ما أحصنه من النقد ،و لكنه أيضا يمارس العمل السياسي ،و هنا يصبح الأداء محلا للنقد كضرورة و طنية ،و هذا لا يختلف حوله أحد .
أتسائل ما هي الفائدة التي ستعود على مصر من تدمير القوات المسلحة ، بعد أن انهارت المنظومة الأمنية ،و أوشكنا على الإفلاس ؟. أتسائل عن المبرر الذي يدفع البعض إلى تلك الحرب الشرسة ضد القوات المسلحة ،و محاولة الوقيعة بين قيادات الجيش و أفراده ؟ . و لو قدر لمصر النجاة مما هي فيه الآن فلن يكون ذلك نتيجة الهتافات التى طالت بلا مبرر ،و لكن نتيجة جهود الرجال الناضجين الذين يتصدون للعمل العام بجدية ،و على رأسهم القوات المسلحة . و لا أعتقد أن هناك إنسان في مصر يدرك معنى الوطنية الحقيقية ، يوافق على النيل من القوات المسلحة و دورها .
لا أنكر أني متعاطف مع المجلس العسكري الذي تم استدعاؤه على عجل وبلا سابق إنذار لإنقاذ الدولة المصرية من الضياع ، هذا المجلس نجح في قيادة البلاد في بحر الظلمات وحيدا ، دون أن يسمع كلمة شكر واحدة . لقد فوجئ المجلس بأنه يتصدى بصدره العاري لكل الشياطين . ضغوط خارجية ، انقسامات داخلية ، فراغ أمني ، مجتمع على وشك الإنهيار الإقتصادي ،و الأخطر من ذلك كله حالة هياج ثوري بلا قيادة و بلا هدف يقود البلد إلى المستقبل ، و محتجون في الشوارع من خيرة شباب مصر ورجاله و لكنهم مجرد حشود عشوائية معرضة في حاجة للحماية .
مهما كانت حساباته فقد اختار الجيش الإنحياز إلى الكتلة الشعبية ، و أدى دورا تاريخيا في تأمين الثورة والانحياز لإرادة الشعب. تلك مسؤولية لم يسع إليها لكنه استجاب لها بشجاعة في لحظة بدا فيها أن خطرا داهما يهدد المجتمع كله .. كان لا بد أن يعلن الجيش موقفه، و كان هذا الموقف رائعا و تاريخيا بكل المعايير .
لم تدع المؤسسة العسكرية أنها قامت بثورة ،و لكنها كانت أمينة منذ البداية في تعهدها بأنها ستقوم بحماية الثوار من بطش أدوات النظام ،و قد أوفت القوات المسلحة بتعهداتها ، بل تبنت العديد من مطالب الثورة ، فقضت على النظام السابق و ساقت أقطابه إلى المحاكمة بما في ذلك رأس النظام . ذلك هو السقف الذي يمكن أن تقوم به القوات المسلحة الوطنية في أي مجتمع ،و
لكن لا يمكن لأحد أن يطالب القوات المسلحة بما يتناقض مع تكوينها ووظيفتها ، فالقوات المسلحة هي أهم دعامات الإستقرار و ليس الثورة ،ومن يتوقع أن يجد أجندة ثورية على طاولة المجلس الأعلى واهم . فالمجلس الأعلى أكد منذ البداية على محدودية و زمنية دوره . و لكن هذا المجلس الأعلى فوجئ بأنه مطالب بتنفيذ أجندات ثورية متناقضة لجماعات لا يربطها شيء سوى التكفير و التخوين ، ثم وجد من يلومه لأنه لا ينصاع لأوامر المتناقضة لبعض الشباب العصبيين .