بدل من البكاء على الأطلال، فلنر عملا ونشاطا

يسيئني حقيقة المستوى الفكري التراجعي الذي وصل إليه سياسيو المنطقة، كلاهما إسلاميون وعالمانيون.

بدل أن يكون جهد أي من الطرفين البناء، ولا يسعى للهدم بقدر رغبته في بناء البديل، نجدهما مندفعان بكل حماسة كل لتدمير الآخر ووضع العصي في دواليب مشروعه، بل قل حركته لأني لا أجد بعد مشاريع صالحة للنظر.
يصير عمل الإسلامي إثبات أن الآخر كافر زنديق عميل للغرب، طيب وماذا تريد كإسلامي أين مشروعك وما هي مبادئه، وكيف تصل إليه، وما هي ضمانات الأمة أنك لن تكون مستبدا بثوب جديد؟
وعمل العالماني إثبات أن الآخر رجعي قروسطي يحيا في غبار القرون يريد عكس حركة الزمن، طيب فلنفرض انه صحيح، ماذا تريد أنت وما هو مشروعك وكيف تصل إليه، وما هي الضمانات التي تقدمها للأمة بعدم عودة عصر الاستبداد العسكرتاري؟

أجمل ما في الطرفين أن في أحدهما من يبشر بالويل والثبور وعظائم الأمور وبعث الحجاج من مرقده وتسليط سيوف وفي الآخر من يبشر ببعثة أتاتورك وعبدالناصر والبسطار العسكري الثقيل وحبس الدين في المسجد والاحتفاظ بالمفاتيح.


بس لحسن الحظ الأمة تجاوزت الجوز، لكن مع إصرار السياسيين من الطرفين الهروب إلى الوراء، فبشر الناس بالفوضى.

فرصة سانحة لعمل جدي فاغتنموها، وأنا وإن كنت إسلاميا، لكن لو أجد جماعة قائمة على مشروع جدي وفعال ضمن الفريق الآخر فسأدعمها، بس حاج لطم وفرجونا شغل، وحاج تشدوا بعض من الشعور.