جورو متى قتلت حماس - الإرهابية - الضباط المصريين في سيناء ؟
صحيح أننا نقف قلباً وقالباُ ضد الفلتان الأمني والمتستر بالفكر الثوري وكذلك الفكر الثوري المحرض على الفلتان الأمني في مصر خاصة وباقي البلدان التي خرجت من نفق الإستعباد والإستبداد ، ولكننا ضد العقليات الإنهزامية والتي خرقت فصوصها الحلول الإستسلامية التي جهدت إسرائيل على نشرها من خلال الحرب النفسية التي شنتها طوال عقود من الزمن ، حتى أصبحت حماس جاراً إرهابياً - رغم أنها لم تقتل جندي مصري واحد وكذلك لم تتورط في عملية إرهابية واحدة ولم ترسل جاسوساً حمساوياً واحداً ولم تتورط في أي شيء يضر الأمن القومي المصري بالمطلق - بينما إسرائيل تعتبر جارة يتوجب حماية سفارتها وعدم تهديد أمنها كما يقول الزميل جورو عنها في مشاركة سابقة - وهي التي فعلت ما فعلت بالأمن القومي المصري - ..!

ما حصل مع السفارة الإسرائيلية قد يرفع الحرج عن الحكومة المصرية شعبياً ودولياً وخصوصاً بأن ما حصل كان نتاج ثورة شعبية أو هكذا صور ، وهذا الأمر نفسه حصل في تركيا ، فقد هاجم متظاهرون أتراك السفارة الإسرائيلية وكانوا على وشك إقتحامها ، وكذلك هاجموا أثناء حرب غزة الفريق الرياضي الإسرائيلي لكرة السلة وأوقعوا فيها اصابات متعددة ، كما أن التستر والخوف من معاهدة كامب ديفيد وما ستسببه من حرج للحكومة المصرية ليس أمراً مهماً من وجهة نظري ، فالاتفاقية أصلاً أنتهكت كثيراً من قبل الطرف الإسرائيلي ، كما أن المعاهدات لا قيمة لها في كثير من الأحيان وإسرائيل الآن فقدت الأمل بمصر بعدما فقدته بتركيا وهذا ما تحدثت عنه صحيفة الجارديان البريطانية من تخوف وقلق إسرائيلي من تحالف مصري تركي لعزلها ، هذا الذي يجب أن يكون وهذا ما يجب أن يحصل إسرائيل هي التي يجب أن تقلق وأن تخاف وأن ترتعد فرائصها ، فهي مجرد مخلوق ممسوخ ومشوه وسرطان في جسد الوطن العربي والإسلامي يجب إقتلاعه من جذوره .

لكن يجب علينا في نهاية المطاف أن نرتب الأولويات جيداً ، وأن ننظر للأمر من زاوية إستراتيجية بعيدة المدى وليس من زاوية تكتيكية آنية ، فالمقومات التي تحتاجها مصر الآن والتي يجب الإلتفات لها هي تقويم الإقتصاد وتقويته وكذلك إعادة الأمن والإستقرار ومحاربة الفساد والنهوض بمؤسسات الدولة وإعادة الحرية المدنية والسياسية ، وهذا ما فعله أردوغان وما خطط له معلمه أربكان من قبل ، النهوض بالإقتصاد وبالمؤسسات أولاً وبعد ذلك ستأتي الفتوح تلقائياً وملخص ما تحتاج مصر في الوقت الحاضر :
1- رئيس قوي أو حكومة قوية لديها القدرة على إتخاذ قرارات مصيرية وشجاعة دون خوف من القطاعات الجماهيرية والتي تعيش الآن حالة من الفوضى والتخبط - وهذا ما تحدث عنه غوستاف لوبون في كتابه سيكلوجيا الجماهير - وهذه الجماهير من شأنها أن تضعف من قدرة الحكومة وخصوصاً لو كانت ضعيفة من مواجهة التحديات القائمة ، ويصبح إرضاء الفرد مقدماً على تحقيق آمال الدولة .
2- إقتصاد لديه القدرة على توفير الحد الأدنى من متطلبات الشعب ، وقد قال أصحاب النظر بأن البطون الجائعة تفكر في لقمة عيشها لا في كرامتها ، وهذا يحتاج بل ومتوقف على وجود الشرط الأول .
3- تفعيل مؤسسات الدولة وإعادة هيكلتها من جديد على أسس قويمة وخصوصاً المؤسسات الأمنية والتي هي عماد الأمن والإستقرار في الدول ، لأن الدولة المفتتة داخلياً والضعيفة إقتصادياً مهما بلغت من القوة العسكرية فستسقط عاجلاً أم آجلاً " وتجربة الإتحاد السوفيتي عبرة ومثال " .

طنطاوي إسرائيل عرفت سابقاً وساعدها الضعفاء والجبناء لا أكثر ، وأما الآن ومستقبلاً فستعرف شيئاً واحداً ، وهو توفير ملاجئ في أوروبا وضواحيها لسكانها بعد أن ينتهي الفصل الأخير في فصل مأساوي في تاريخ الأمة العربية والإسلامية إسمه " إسرائيل " .