عصفور كفل زرزور، والاثنين طيارين.

قال واحد بعدد والثاني بردد، وطحينكم في زيتكم.

القذافي قال... قال القذافي...

هلأ وقتكم لأن.. كم عالم ذبحهم القذافي جهارا نهارا على رؤوس الأشهاد شنقهم في بني غازي وسائر مدن ليبيا في مطلع الثمانينات؟ كم فقيه ومجتهد أبادهم القذافي؟

عجزكم عن رؤية هؤلاء مريب، عجزكم عن رؤية الضحايا الكثر من الإسلاميين بيد السلطات القائمة الغاشمة التقدمية الاشتراكية العالمانية المتنورة التي خلص وقتها وصار لازم تجديدها. منذ الخمسينات إلى اليوم والإسلاميون حبيسو السجون في أحسن الظروف، وفي المقابر هم وعوائلهم في أحلكها، وبين هذا وذاك انتهاك حرماتهم وأعراضهم ودماؤهم وأموالهم وتشريدهم في الآفاق والعبث بمصائرهم.

طبعا لا ينبغي للإسلاميين أن يذكروا هذا، بل ينبغي أن يذكروا الفريق الذي من الضغط تطرف فرفض الجميع، لأن الإنسان في سجون السلطات لا يعود إنسانا، فإن خرج بعد مسخ فرانكشتين فلا يلام إلا صانعه.

واليوم نرى تكرر الدعوات للإحاطة بالإسلاميين، سواء من كان خفيفا كالسلفيين والإخوان المسلمين، أو من رأى أن ينأى بنفسه عن نهش الضباع لفرائسها وينتظر انجلاء هذه العاصفة ليتحرك، وجلبهم جميعا لمصير ارتضاه لهم عبدالناصر وحافظ الأسد وصدام حسين والقذافي وجنرالات الجزائر وسائر المجرمين من حكامنا، المصير بالإبادة.

لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل، ما تنقمون منا إلا أننا آمنا بالله وحده ورفضنا الأنداد من دونه.

الحوار مضيعة للوقت ضمن هذا الوضع، لعل تنبيه الضمير يكون أصوب من الحوار، لأنه من الصعوبة أن نوضح الواضحات، وأن نذكر الزملاء الكرام أنهم ليسوا آلهة ولا أنصاف آلهة ولا أوصياء على العقول، وأن ما يروه صحيحا قد يراه غيرهم سخيفا، ولا غضاضة ولا إشكال إلا حين يصير الطلب سحل الإسلاميين في الطرقات وركوب الجرائم بحقهم.