على ما يبدو فإن المعارضة السورية تتعثر لأسباب عديدة أهمها أنها تعاني من "قصر نظر" ورثته عن النظام.
يتجلى قصر النظر هذا في ما يشبه الشلل الذي تعاني منه قيادات الأخوان المسلمين الذين يشكلون الفريق الأكبر والأهم في المعارضة السورية. قصر النظر هذا منعهم، إلى اليوم، من تقديم مبادرة وطنية تجتمع حولها المعارضة لتكون برنامج عمل يعلن أهداف الثورة والطريق الذي ستسلكه الثورة لتحقيق هذه الأهداف، دون التباس.

على جماعة الإخوان المسلمين أن تتجاوز هذا الشلل فتدعو إلى مؤتمر عام تتدارس فيه مفهوم "الدولة العلمانية الديموقراطية"، كما طرحه رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان، وتعلن في هذا المؤتمر ايمانها بالدولة العلمانية الديموقراطية وبدورها "الوطني" للنهوض بالمجتمع السوري من خلال طمأنة الأقليات الطائفية والعرقية إلى أن الجماعة تخلت نهائيا عن دعاوى الثأر "الطائفية"

انتصار الثورة السورية مرتبط إلى حد كبير بموقف حضاري، واضح وصريح، للإخوان المسلمين يجنب البلاد حربا أهلية لا تبقي ولا تذر.