(09-21-2011, 01:45 PM)سجاحالموصلية كتب:
عزيزي بهجت لااريد ان اثقل عليك بجهلي الكارثي حول تطور الفكر العلماني الغربي
بقدر ما اريد ان اتناول الموضوع من حيث الفرق الواضح بين النصين الاسلامي
والمسيحي لاقول :
ان النص اولا واخيرا هو الفيصل وهو الذي يحدد للآخر كيفية قرائته , وكلما كان
النص واضحا في التعبير عن راي ما كلما عجز الآخر عن تاوييل هذا الراي وحرف
معناه بحيث يخدم رؤية وهوى هذا الآخر ....
وهنا تكمن مشكلة النص في الدين الاسلامي الذي جاء واضحا جليا بلا لبس ولاغموض
حول نظرة هذا الدين التكفيرية للمسيحيين واليهود (ولا المغضوب عليهم ) الفاتحة
ومهما حاول المجملون والمذوقون ان يرقعوا ثقوب ثوب الاسلام باللف والدوران
على حرف معنى المغضوب عليهم لتبرئة الاسلام من تكفير الآخر فان هؤلاء المرقعون
سيفشلون امام وضوح النص الاسلامي الذي يعتبر بان المغضوب عليهم في
فاتحة قرآن المسلمين هم المسيحيين واليهود ....
غير اننا سوف لن نجد هذه المشكلة في النص الانجيلي المسيحي وخاصة في عهده
الجديد بل على العكس نجده يعج بين دفتيه بعبارات المحبة للآخر مهما كان انتمائه الديني
ولذلك فان تجميل تاويل نص الانجيل حتى بعهده القديم بحيث يصبح ملائما للعصر
الحديث من حيث النظرة للآخر هي عملية سهلة وممكنة امام استحالة هذا التاويل
في النص القرآني ...
تحياتي [/color]
بدايه أود توجيه التحيه للزميل العزيز بهجت مقدرا جهوده ومثابرته
الزميله سجاح ,, أنا لا أعتبر نفسى من المجملين والمرقعين , وفعلا النص الاسلامى واضح ولا لبس فيه بخصوص مسأله تكفير الأخر , فكل مخالف للاسلام هو كافر من وجهة نظر الاسلام , والاسلام فى هذا ليس متهما حتى تتم تبرئته , لكن ليست تلك هى القضيه من وجهة نظرى , اذ أن تكفير الاسلام للأخر فى حد ذاته هو أمر لا يضير الأخر بشىء , وقد أقر الاسلام للأخر بأحقيته فى الكفر اذ قال " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " وأيضا " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " لذلك فالقضيه من وجهة نظرى هى ليست تكفير الأخر , أذ أنى أفهم أن تكفير الأخر هو اقرار بأن هذا الأخر مخالف لنا ولا يؤمن بما نؤمن به , أما أعتباره مغضوب عليه أو ضال فهذا أيضا أمر لا يجب أن يقف عنده هذا الأخر اذ أنه صدر ممن لايؤمن به ولا بأقواله ولا بوجوده أصلا .
القضيه من وجهة نظرى هى ما أقره الاسلام من كيفيه التعامل مع هذا الأخر , وفى هذا فأنت تقفين نفس الموقف وعلى نفس المسافه التى يقفها متطرفوا الاسلام من الدين نفسه , أنت وهم تتجاهلون أيات صريحه وواضحه وضوح الشمس ولا لبس فيها تؤكد على البر والاحسان الى المخالف الكافر وهى الايات 8,9 من سوره الممتحنه , هذا غير الكثير من الأيات التى تحض على عدم الاعتداء والجنوح الى السلم ,, الخ , ثم تتحدثين عن النصوص الصريحه والتى لا يكتنفها الغموض ولا تقبل التأويل !
كثيرا ما كنا كمسلمين منهزمين حضاريا نستشهد بالنماذج الاسلامية المضيئه التى وضعت لها قدما على الصعيد الحضارى كتركيا وماليزيا فكنتم تؤكدون على أن تلك النماذج هى أقرب للعلمانيه منها الى الاسلام , وتؤكدون على أن الاسلام الأصلى موجود فى الصومال وأفغانستان والسعوديه وغزة , لكن عندما جاء السلطان العثمانى رجب طيب أردوغان وقال أنه رئيس وزراء مسلم لدوله علمانيه وأنه يعمل من خلال منطلقات اسلامية كقوله " خيركم للناس أنفعكم للناس " أو قوله " لا تقولون أننا حزب اسلامى , فالاسلام منزه لا يخطىء أما نحن فنخطىء , ونسبتنا الى الاسلام تسىء للاسلام " عدتم مرة أخرى الى النص وعدم قابليته للتأويل والتفسير بما يؤسس لنماذج مضيئه كالنموذج التركى !
العلمانيه قضايا وأراء هو موضوع مهم وممتاز للزميل العزيز بهجت فى ساحة الفكر الحر , من المفيد القاء نظره عليه .
أعتذر من ادارة المنتدى والجميع على تلك المداخلة .
خالص التحية .