كائنا ما تكون جماعة الإخوان المسلمين، فهذا لا يلغي تأثيرها في الشارع السوري الذي يثور اليوم. ولا يلغي دور، وواجب المتنورين فيها من الدعوة لمراجعة موقفها من الدولة العلمانية التي لا تشكل خطرا على الإسلام كما تقول أدبياتهم إلى اليوم.

ربما كان الأمر أسهل لإخوان سوريا مما هو بالنسبة إلى إخوان مصر، فالقسم الكبير من المافيات "المهنية" من أخوان مصر (أطباء، محامين، مهندسون، صيادلة، بل وحتى الفنانين منهم... الخ) يستخدمون الدين لترويج أعمالهم. بينما لم يصل الأمر بإخوان سوريا إلى هذه الدرجة البشعة من الارتزاق بالدين، وغالبيتهم ممن أبعدتهم آلام مجازر حماة في العام 1982، وهاجسهم بالثأر لها، عن المتاجرة بالدين (إلا بعض قياداتهم التي تستغل الدين للوصول إلى السلطة والجاه)

على جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أن تتحرك سريعا وتبادر إلى لم شمل المعارضة حول مشروع حضاري لدولة علمانية ديموقراطية ، قبل أن يسبقها التدخل الأجنبي، أو تسبقها الحرب الأهلية.

اللهم اشهد إني قد بلغت !