(09-26-2011, 11:54 PM)هاله كتب:  بالنسبة للموقف الروسي أنا شخصيا أراه في صالح المعارضة حاليا لأنه الى أن يتغير فهو يعطي المعارضة وقتا للملمة صفوفها و التقدم الى الأمام بتحقيق انجاز ما. و لو تغير موقف روسيا اليوم و انضمت الى الموقف الغربي قبل أن يشتد عود المعارضة فلربما يتفقون على ضربة عسكرية لسوريا.

و لا أعتقد ان الموقف الروسي سيبقى على حاله فأمريكا و أوربا لن يعدموا اقتراحا أو عرضا يرضي الحكومة الروسية و يضمن لها مكاسب لا تقل عن مكاسبها من الاستثمارات و تجارة الأسلحة مع النظام السوري. هم شو شغلتهم الا التآمر على هذا العالم و شفط و تقسيم موارده بيناتهم؟!

بصراحة لم افهم عليك كيف يكون الموقف الروسي في صالح المعارضة؟

على ارض الواقع، نرى العكس، فالروس يمدون النظام بالسلاح و بالدعم الوجيستي. و الأهم أنهم يدعموا النظام بالمحافل الدولية، و بفضلهم لم تتمكن أوربا و أمريكا لحد اليوم الحصول على الحصول على قرار إدانة.

تصوري أن الموقف الروسي يتماشى مع الرغبات الدفينة للأوربيين، فهم من طرف يودون الحفاظ على النظام السوري، حامي جبهة الجولان. والحارس الآمين للكيان الإسرائيلي. و من جهة أخرى لا يستطيعوا دعم نظام ديكتاتوري و يبرروا هذا الدعم تجاه شعبهم.

تذكروا ببداية الانتفاضة التونسية، خربت الدنيا و كاد يسقط سركوزي لمجرد خبر تزويده لنظام بن علي بأدوات قمع متظاهرين، و لم يعرفوا كيف يلفلفوا الأمر و يضعوها بظهر الوزيرة أليو ماري التي اضطرت للتنحي. ساركوزي بذاته لم يتوقف عن التعرض لانتقادات المعارضة اليسارية لاستقباله القذافي و الأسد.

و من هنا: الموقف الغربي ضد الأسد لا يمكن سوى أن يكون هكذا. ليس محبة بالشعب السوري و لا كره للأسد، و إنما مراعاة للرأي العام ببلادهم الذي لا يتقبل أن تدعم حكومته أي نظام ديكتاتوري.

و موقف الروس أتاهم نعمة من السماء لكي يبقى هذا الموقف حكي و كلام و تهديد. و هم بحجة الروس، لا يستطيعوا أن يخطو خطوة للأمام، فلا توجد مصلحة أوربية و أمريكية للتدخل بسوريا الفقيرة بالمقارنة مع ليبيا و العراق، هناك التزم الروس الصمت، غصبن عنهم. أما تجاه سوريا، فموقفهم يعطي عذرا للناتو لكي لا ينفذ تهديداته ضد النظام السوري.

التقاء مصالح دول النيتو مع مصالح الثوار الليبيين، البعض يرى انه لمصحلة الثورة و البعض الأخر يرى به شكل جديد للاستعمار، ليس هذا مجال نقاشنا، و لكن للأسف، مصالح المعارضة السورية لا تتماشى مع مصالح النيتو الدفينة "امن إسرائيل" / و لهذا يبقى النيتو بموقف التطبيل و التزمير. و لهذا أيضا لا أتأمل أن يضغط النيتو على روسيا لكي تغير موقفها من النظام السوري.

مصلحة روسيا بسوريا، لا تتوقف على صفقات الأسلحة، فسوريا تشكل رأس حربة لروسيا كي تمد سيطرتها على شرق المتوسط، و يقال عن وجود قواعد عسكرية روسية بسوريا ـ قرب طرطوس ـ و لهذا فإن تغير النظام السوري يزعزع من موقع روسيا بالمنطقة.

سيطرة روسيا على الاقتصاد السوري لا تتوقف عند صفقات الأسلحة. و خروج الغرب بسبب المقاطعة، يترك لها الباب فتوحا على مصراعية لكي تأخذ مكان الاستثمارات الغربية التي عثرت على سوق جديدة بليبيا.

الخاسر الوحيد: هو الشعب السوري المسكين الذي يتوجب عليه دفع ضريبة الدم . و له ان يحلم بالدعم الدولي.