(09-28-2011, 05:35 AM)Enki كتب:  هناك موضوع يظهر اسفل هذا عن كتاب سام هاريس

http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=44014

واضح ان هذا المنتدى يعيش في عام 1692 ههههه

لم أقرأ كتاب هاريس (بعد) لكنني كتبت تحفظاتي على مداخلته في الفيديو الموجود في الموضوع السابق وقلت فيه:

(06-28-2011, 03:29 AM)الحوت الأبيض كتب:  هل أنا الوحيد الذي لا يجد المحاضرة "رائعة"... يتحدث عن موضوع الأخلاق وكأنه موضوع لم يسبق نقاشه، هناك إرث فلسفي بالغ بالقدم في الموضوع إن كان في الأديان أو الفلسفة... أوافقه في العديد مما قاله لكنه لم يحاول وضع أسس تفريق "الخير" عن "الشر"، وأين تمر الحدود بين "القيم الإنسانية-الكونية" وبين الخصوصيات المجتمعية.... اكتفى بأمثلة تجامل الجمهور بشكل شبه ديماغوغي.

الجميل أنه أراد برهان وجود منظومة أخلاقية بواسطة مثال الشطرنج (وهي لعبة تمثل الحرب، وهدفها واضح وهو الفوز - هل يريد أن يقول لنا أن الهدف الأساسي هو تحقيق الغاية بغض النظر عن الوسيلة، يعني في لعبة الشطرنج يضحي الإنسان بسهولة عن وزيره لو كان سيؤدي ذلك إلى فوزه لكن هل قتل بشر أخلاقي لو حقق ذلك غايتنا؟؟؟)

لاحظت كثرة أمثلته عن الإسلام، وأحس بوجود حقد معين على الإسلام (ليس أنه ليس هنالك سببا للحقد عليه) ولكن لم ينتقد أبدا أي دين آخر سوى الإسلام وصورة انتقد فيها الإسلام والمسيحية واليهودية بشكل عابر لكن لم ينتقد أي ديانة أخرى بل صور البوذية وكأنها ديانة سلمية تعبر عن أسمى ما يصله الإنسان من أخلاقية (وهي ليست كذلك، هنالك تصور خاطئ لدى الغرب عن البوذية رغم أنها تبقى أقل عنفا عن باقي الأديان)....

وأخيرا أقول أن المحاضرة تناولت موضوعا عميقا ذي إرث قديم قدم البشرية بأسلوب بالغ بالسطحية، لا أعلم هل مرد ذلك رغبة هاريس بتبسيط الموضوع للعامة أم بسبب ضحالة فكره هو... حتى لو وافقت بعض ما طرحه لكنني لم أجده يحاول إقناعنا بطريقة منطقية (مثل برهان الفلاسفة لنظرياتهم) بل بمجرد أمثلة قد لا تعبر عن الواقع وصور ونكات.

عدم نجاح هاريس بعرض الموضوع لا يعني أن الإلحاد خطأ أو أن كريغ برهن صحة وجود الله.... يتجاهل كريغ إرثا فلسفيا كاملا يُنَظِر للأخلاق بغض النظر عن "الوحي" و"الشريعة" و"كلام الله المنزل" إلخ... هاريس عالم بالأساس وليس فيلسوفا وعيوب صياغته لنظرية أخلاقية لا يعني عدم إمكانية صياغة منظومة أخلاقية كاملة دون الحاجة إلى وجود الله والدين كمرجع فيها.

قد تشجعني على تصفح كتاب هاريس اليوم.