الزميل كايروس
التحدى القرانى لم يكن فى مجال تقليد القران و استعمال الفاظه و عباراته مع تبديل الكلمات , بل التحدى ان تاتى بمثله , كتاب فصيح بليغ منظم ذو ايقاع و اسلوب لم يسبق ان استعمله كائن او مخلوق و يحتوى على معانى سامية , بسيط جدا و معقد جدا , كلامه مفهوم لكل الناس و لكنه فى نفس الوقت غير مفهوم فى باطنه و يحتاج الى تفسير و شرح .
القران اعلن تحديه فى عصر تميز بالبلاغة و الفصاحة و الرقى اللغوى , و قد صدم القران العرب الفصحاء و عظماء البلاغة و الفصاحة , اذ انه خرج باسلوب لا يعرفه اى رائد فى الفصاحة و البلاغة , و كان اشد فصاحة منهم و بلاغة , و تضمن معارف روحانية سامية و رموز مفهومة و لكنها غامضة و من الممكن الابحار فيه الى المالانهاية , و سبب الصدمة ان الخروج عن قواعد و اساليب الفصاحة المعتمدة تؤدى الى كلام ركيك غير فصيح و غير بلاغى و تخل بالتوازن الادبى الفطرى عند العربى سابقا.
و لكن القران خالف الاساليب العربية كلها باسلوب جديد ظهر فجاة دون اى مقدمات لتاسيسه و صار سيدا و رمزا للفصاحة و البلاغة .
اما مجرد ان تحاول تقليد ايات القران مستعملا نفس المفردات و الكلمات فهذا اعتراف منك بعجزك امام التحدى القرانى .