الإسلام تنبأ بنظرية التطوّر
مستخدم العقل - الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=153872#
بالرغم من أن نظرية التطور لاتدخل في نطاق اهتماماتي العلمية، وبالرغم من شبه استحالة إثباتها أو إنكارها بصورة قاطعة وذلك لاستحالة وجود أدلة نهائية (حتى الآن على الأقل)، وبالرغم من شبه تأكدي أن إثبات خطئها لن يزيد الأديان قوة (حيث أنها ليست الدليل الوحيد على ضعف الأديان) كما أن إثبات صحتها لن يؤثر قيد أنملة على أيٍ من الأديان (خاصة الإسلام) حيث أن فقهاء المسلمين سيجدون وسيلة ما لاستخدام مطاطية لغة القرآن في أيجاد مخرج لهم كما فعلوا من قبل مع الشمس التي تغرب في عين حمئة ومع السماء المرفوعة بلا أعمدة وغير ذلك من الأخطاء العلمية والتاريخية، والمحزن هو أن هؤلاء الفقهاء سيفعلون ذلك وهم يعلمون تماماً أن المسلمين سيصدقونهم وسيصفقون لهم حيث أنه لاخلاف أن الدين قائم على الإيمان الذي هو نقيض المنطقية. بالرغم من كل ذلك فإنني أستئذن القاريء العزيز في أن أترك لعقلي العنان في محاولة قراءة بعض عناوين الصحف الصادرة في المستقبل بخصوص نظرية التطوّر وعلاقتها بالإسلام.
وفي النهاية فإن ديدن فقهاء الإسلام في إلصاق إنجازات الغير لأنفسهم (بكل صفاقة للأسف) يثير في نفسي الغيظ والحسرة على أمة لديها من الإمكانيات مايؤهلها للمشاركة الحقيقية في صناعة تاريخ العلم ولكنها اكتفت من كل ذلك التقدم المذهل بأن تقف موقف المتفرج (أو عواجيز الفرح) ثم تصفق بعد ذلك لمن يحاول أن يسرق جهد غيره قائلاً إن القرآن قد تنبأ به من قبل ذلك ظناً منهم أن في ذلك تعزية لشعور الهوان الذي يشعرون به. ولكن شعور الغيظ من سرقة إنجازات الغير هو أهون بكثير من شعور الشفقة والهوان الذي ينتابني تجاههم حين يصرّون على تضييع أوقاتهم وجهودهم لمحاولة إثبات أن الزواج بالأطفال هو شيء نبيل أو أن التداوي بأبوال الإبل والحجامة هو العلاج الشافي الذي يغني عن آلاف الأبحاث الطبية الجادة وغير ذلك من الأخطاء التي يصرّون عليها بعناد يثير الشفقة.