معظم إن لم يكن كل الأحزاب التي وقعت على هذا الميثاق الأبله تتعرض الأن لثورة داخلية، من أول حزب العدل الذي سحب توقيعه بعد سيل الاستقالات الجماعية وحتى حزب النور السلفي الذي يناقش سحب الثقة من رئيسه مروراً بالناصري والكرامة والوفد وحتى الإخوان الذين يجتمعون الأن لمناقشة ما فعله محمد مرسي..
مرةً أخرى تنبطح ما تسمي نفسها "نخبة" أمام السلطة لأنها، وأعتقد إن الأمر واضح حتى في المنتدى، لا تدرك أنها في ثورة وأنها لا تستطيع تحقيق مصالحها الضيقة اعتماداً على ما لم يقومون به او حتى يتوقعوا..
يكفي أنهم لم يؤمنوا بالديموقراطية داخل أحزابهم وذهبوا كممثلين للتوقيع على ميثاق لم يستشر فيه حتى أعضاء اللجان المركزية..
هو فشل أخر للنخبة القديمة ... عندما يوقعون بند عدم إحالة المدنيين إلى المحاكم العسكرية، إلا فى الجرائم المنصوص عليها بقانون القضاء العسكرى...فرحين بانجازهم ومتناسين أن القضاء العسكري هو من يحدد صلاحياته..المعلومة التي يعرفها أصغر "بلطجي"
ويوافقون على بقاء العسكر حتى 2013...متناسين أننا قمنا بثورة لكي لا يكمل مبارك ستة أشهر في الحكم..
عندما يقبلون "بوعد" لدراسة رفع حالة الطواريء إلا في بعض الجرائم، نفس صيغة مبارك، وموقفهم المبدأي كأحزاب قبل الإجتماع كان نهاية حالة الطواريء من 30-9...وعدم دستورية مده..يعني وقعوا على موافقة ضمنية باستمراره وهم يدعون انتهاءه...بهايم والله..
و"وعد" أخر بدراسة حرمان أعضاء الحزب الوطني من ممارسة الحياة السياسية..
الوثيقة كلها فضائح نتنهي بالنص التالي ..ان رؤساء الاحزاب الموقعين على هذا البيان يعلنون تأييدهم الكامل للمجلس الاعلى للقوات المسلحة ويقدرون كل التقدير للدور الذى يقوم به من اجل حماية الثورة والعمل على انتقال السلطة الى الشعب..
وثيقة ستزيد الهوة بين "النخبة القديمة" والشباب وحركاتهم الثائرة...لأنها لا تفهم مفهوم ثورة..ومازالت تلعب لعبة "التوازنات والتنازلات والحسابات الحزبية السابقة" ...
أرجو ألا تتباكى "نخبة مبارك" إن الشباب لا يسمعون لها وهم يثبتون انبطاحهم وعمالتهم بل وغبائهم .
مازالت المعركة طويلة ...فهي حرب ضروس على العفن الذي سكن كل فئات مجتمعنا لأجيال وأجيال...والدرس المستفاد أن الإحباط رفاهية لا نملكها...والعدو مسلح بشبكة علاقات خارجية وداخلية .. يستغل فيها مدعي النخبوية "سبب وصولنا إلى هنا" و بسطاء الشعب الذي يهددونه بانعدام الأمن الذي يتسببون هم وشرطتهم التي ترفض العمل فيه ولقمة عيشه التي احترفوا ترويضه به كما كانوا يفعلون دوماً...
المعركة طويلة ... والسبعة أشهر الماضية أعطت الجميع من الدروس ما سنحتاج نحن و كل التجارب العربية المشابهة.. أن كسر دائرة القهر عملية طويلة ومريرة وأعدائها لا يسلمون بسهولة ولكن الأكيد هو إن الشعب عندما ينفجر لن يهدأ إلا عندما تنفذ أوامره..ولو طالت وصعبت وأي مراهنات على عودة الوضع إلى ما كان عليه بلاهة...الثورة نجحت وستنفذ مطالبها مهما كان الثمن وما يفعلون الأن فقط يزيد من الثمن الذي يدفعة شعب مصر من أجل حريته...