العزيزة هالة
ربما لايفهم مشاعر المرأة إلا امرأة مثلها ولا أخفيك أنني للحظة شاركت الزوجة الأولى مشاعر التشفي والغبطة من خبر كهذا ليس لأني شريرة

وإنما لوجود المشاعر ذاتها لدى أغلب الإناث من التشارك في حالة الغيرة وجرح الكرامة من الشريك -المتنيل على عينه - بالإضافة إلى الإحساس بأن الزوجة الثانية هي من بدأت وغامرت بذاتها من أجل أن تنتزع رجلاً من أسرته والبادئ أظلم ..
ولكن لا يمكننا افتراض ذلك التشارك لدى الذكور فالأمر قد يختلف بالنسبة لهم فلا تكون مشاعرهم متساوية ولاأحد يضمن أن يظهروا بمظهر الأفاضل وولاد الأصل وأصحاب ضمير حي وأخلاق أفلاطونية أوملتزمين بالدين خصوصاً إن كان في الأمر امرأة .. وقد لايكون هذا الزوج بدعاً من الذكور بل أيضاً قد يكون من السفالة والأنانية بقدر اكبر بكثير مما ظهر في هذه الحادثة ..
قلتِ :
اقتباس:فالخبر يقول أن الرجل 1. راجع نفسه و هذا أمر ايجابي.
2. شعر بندم و حسرة على زوجته الأولى يعني عنده ضمير و احساس
3. و عودته اليها تعني انه كان صادقا مع نفسه و لم ينخرط في كذب و تمثيل على العروس/ة.
وهذا مجرد تحليل سطحي اعتمد على حبكة الخبر الصحفية فمن الذي دخل إلى الدار وعرف ما بينه وما بين زوجته الأولى هل هو حب فقط ونبضات قلب عاشق حن إلى عشيقته الأولى أم هو مصلحة ذاتية أو خوف من خراب الحال أو ربما هي أشياء أخرى خفية تعطينا الحق في قلب ذلك التحليل إلى أنه :
1- راجع مصالحه الذاتية ورجح كفة ذاته ورمى أحكام الدين والعرف عرض الحائط مقابل ذاته .
2- شعر بندم وخوف وقال ألحق نفسي وأرجع للأولى فهي الأبقى يعني لا ضميره صحي ولا حاجة .
3- عودته إليها يعني أنه أكبر كاذب ومنافق وأناني لأنه لو كان هدفه عدم الانخراط في التمثيل على الزوجة الأولى أو عروسه الجديدة لكان حل الموضوع بلطف وبشكل ودي من دون أن يؤذي مشاعر أي منهما بدل الخنشرة والجلافة وفتح باب الشماتة في ترك الشابة المسكينة اللي سرقتها السكينة في ليلة دخلتها ياعيني .
لذا فهو سافل بكل المقاييس والدين لا شأن له بهذا فقد شرع التعدد ووضع له قوانين وضوابط أولها العدل والعشرة بالمعروف أو الافتراق بالمعروف .. ولو نظرنا إلى الموضوع بطريقة بسيطة بعيدة عن التوتر والتعصب تجاه أوامر الإسلام لوجدنا أن الرجل بطبيعته يميل إلى النساء سواء كان مسلماً أم لا وقد يخون شريكته حتى وهو على غير دين والعالم أمامنا يضج بالأمثلة قديماً وحديثاً ونحن جزء من هذا العالم ... !!
أما التعدد فهو تشريع ديني يقيد الأمر ويقننه ويؤطره بإطار ديني يلزم كلا الطرفين بما لهما وما عليهما , و ربما أنني كامرأة تأخذني حمية الغيرة على زوجي ,ويمكن أموته لا أدعي بأني أقبل به وترضاه نفسي ولكني إن قبلت ووضعت في مثل هذا الموقف لأي سبب فسأستطيع أن آخذ حقي منه ثالث ومثلث وبالدين حتى وإن تزوج أربع فهن سيستنزفنه ويأخذن من جهده وصحته وماله بالعدل كل مأخذ وليذهب وشهوته إلى الجحيم .
وهنا يبرز الفرق بين شرعية التعدد في الدين وبهيمية العلاقات العابرة بصديقات الخيانة وبغايا المساءات الحمراء ووو اللواتي لا يحترمهن أحد حتى الرجال أنفسهم وغالباً يخرجن من المولد بلاحمص فلا حقوق ولا عدالة ولا كرامة ولا أبناء يعرف لهم نسب بل والأدهى من ذلك أن الوحيد الكسبان في كل تلك العلاقات هو الرجل فقط ..