عزيزتي هالة
مسألة التعدد هذه مسألة شرعية أعلنها الإسلام في قوانينة ولاقت قبولاً من أتباعه الذكور والإناث لأنها تتناسب مع فطرة الرجل وحبه للتعدد وكذلك تحل أزمة لدى بعض الإناث في حالات اجتماعية كثيرة لايتسع المجال لشرحها وأصل التشريع في الآية لم يكن باباً مفتوحاً بدون قيود وإنما كان خلفه مسبب وهو ماذكر في سياقها من قبل الإعلان بجواز التعدد مثنى وثلاث ورباع وماملكت الأيمان لمن ليس له مال وسأضع الآية كماهي وسأترك تفسيرها لأني لا أحب الخوض في الأمور الدينية :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا * وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا * وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ * وَآتُواْ النِّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا * وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا * وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا * لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا )
ولو لاحظت أنه مقابل إعلان الإباحة للتعدد هناك تأكيد على أمر العدل أو الاكتفاء بامرأة واحدة لمن لا يقدر على العدل الذي هو منفذ المرأة لأخذ حقها وحق أبنائها منه كما يظهر في الآية التأكيد على حق المرأة في التملك وأخذ الحق مقابل الرجل وما يضيق عليها أخذه من ناحية تأخذه من ناحية أخرى حتى الميراث بدأه بالمساواة بينهما ثم يتطرق للتفصيل فللرجال نصيب وللنساء نصيب .. لذلك فما ينتج من تجاوزات ذكورية وظلم أو ضعف وعدم تعقل من جانب الإناث في اخذ حقوقهن وتطبيق التشريعات القرآنية لا يتحمله الدين عنهم فكل إنسان يتصرف بحسب ما يرى ويعقل والحساب يوم الحساب ..
وأما مشاعر الأنثى فلن أدعي فيها الكمال أو المثالية فلاشك أني أتأثر مع أي أنثى تعدت عليها أخرى باقتحام حياتها أو ظلمت من قبل شريكها بخيانة أو زواج من دون علم أو أو أو أو وليس لي عليها من سلطان إلا بقدر ما يتيح الحدث ..
اقتباس:عزيزتي نحن النساء لسنا ملائكة أيضا. و التمثيل و الكذب و الخداع و غيرها صفات موجودة عند الطرفين. لكن الرجل لا يتعاطف مع المرأة في هكذا حالات لأنه ولد و كبر و عجز في مجتمعات تبرر له العك و يدعمه الدين و القانون و الأعراف. أليس الانسان ابن بيئته؟ و الرجال يتشاركون في حاجات كثيرة: مثلا استعراض غزواتهم النسائية و الخبرات التي خرجوا بها .. التعاون و فبركة فيلم هندي لتبرير غزوة جديدة .. مساندة بعضهم وقت ان يقع جمل منهم و تكثر سكاكينه ... الاشارة الى مفاتن هذه الممثلة و تلك الراقصة و ما بعرف شو. احنا و ياهم واحد يا عزيزتي لكن كل منا يقف في صف جماعته التي يتصورها هو صاحبة حق . تحليلك لشخصية الزوج (سافل بكل المقاييس) قد يكون صحيحا فكل منا يرى الأمور بطريقته. لكن سواء كان خيرا أو شريرا في هذه القصة (و الانسان لعلمك مزيج من الصفتين) فليس الحق عليه بل على القانون و العرف الذي أعطاه حقا و هو يعرف "أن الانسان ليطغى" و أن النفس أمارة بالسوء و أن الرجل اذا أثير جنسيا فقد ثلثا عقله ووووو. و لذلك فهذا الحق سيكون ملطشة لأن كل انسان يرى نفسه خيرا و فهمان و عاقل وووو.
لا أعرف هل يتساوى معنى ملائكة عند كلينا أم لا ولكني أتفق معك بأنه لا النساء ولا الرجال ملائكة وهذا أهم ما في الأمر فهم يتأثرون بالغرائز حتى وإن كابروا ويميلون ثم يعودون وقد لا يعودون ويقرأون القوانين ويعلمونها ولكنهم يضعفون أمام قسوة الحياة ووطأة الغريزة فأي قانون سيضع شاويش أو رقيب على كلا الشريكين حتى لا يخون أحدهما شريكه أو حتى لا يظلمه..
نعم الإنسان يطغى ويتجاوز ويتوب ويصحى ضميره ويصلح خطأه أو لا يفعل أيا من ذلك ثم تمتد به الحياة قدر ما تمتد ثم ببساطة يموت ويرتاح وقد لا يرتاح ويلقى ما يلقى فيما بعد وذلك هو الوعد الحق ... قد لا توقنين بذلك مثلي ولكن قد تشاركيني في تسلسل الأمر حتى مسألة الموت

وعلى هذا الأساس جاء تحليلي الذي كان رداً على تحليلك لشخصية الزوج من خلال الخبر بأنه رجع له ضميره وصحي في لحظة تجلي وترك العروس العشرينية المتأنقة في ليلة دخلتها وذهب إلى زوجته الأولى في مفاجأة لا تحصل في الواقع بهذه البساطة لسبب أبسط وهو " إن الإنسان ليطغى . أن رآه استغنى " ..
اقتباس:عزيزتي المشكلة ليست في الدين وحده بل أيضا ما ترتب عليه في المجتمعات الاسلامية المتخلفة أيضا اذ تقضي المرأة أعواما في المحاكم من أجل أن تحصل على الطلاق بينما الرجل يطلق بكلمة و الريموت كونترول في يده. و ان قلت أن المرأة بامكانها أن تضع شروطها في عقد الزواج فاي رجل هذا الذي سيقبل بغير دور البطولة؟ سيقول لها: "من أولها حتتشرطي عليا يا روح خالتك؟ أحااااا! باي و ابقي خلي شروطك تنفعك" أو "نعم يا اختي؟ هو أنو الزلمة فينا"؟! و هكذا كيف ما حسبتيها المرأة خسرانة.
عزيزتي المشكلة في المرأة نفسها في ضعفها وعدم قدرتها على انتزاع حقوقها من الرجل ولن تنفعها الشروط والقوانين ولا ألف محكمة ما دامت لا تعرف ماهي حقوقها ولا كيف تنتزعها .. نعم الرجل يستطيع أن يطلق كلمة الطلاق والريموت في يديه ولكنه لا يطلقها بسهولة إن عرف مايترتب عليها وإن أدرك قوة المرأة الحقيقية وهي السر الذي تمتلكه كل بنات حواء فالمرأة أكثر صبراً وحيلة من الرجل وهي تستطيع أن تكون قوية إن أرادت وتستطيع أن تهمش عقلها وتتنازل عن ذاتها وكرامتها بسهولة وتنتحر هرباً من كل شيء ..
اقتباس:كون قصة كالتي بين ايدينا و مئات الآلاف غيرها تحدث -حتى و ان بدون انتحار- بسبب عدم تنفيذ الالزام و الأطر يعني لي أن القانون فاشل. فالفطرة أقوى من أي قانون أتى من خارجها و لذلك تظل سيدة الموقف و تظل الخيانات و عدم العدل شغالة على ودنها. و بالتالي تظل معاناة المرأة مستمرة بقصص أشكال و ألوان. و أنت بنفسك قلتي أن الكسبان الوحيد هو الرجل
الفطرة أقوى من القانون لكن اليقين الذي يستقر داخل الذات السوية وسمو الأخلاق والضمير اليقظ وهي جميعاً أشياء روحية قد لا يعترف بها العلم كفيلة بإلزام الإنسان بالقانون والبعد عن الظلم والخيانة وحمايته من الانجراف مع تيار الفطرة والغريزة بدون تعقل وهو ما بدأت به الآية لو لا حظتِ " يا أيها الناس اتقوا ربكم "
وربما لا نتفق في هذه النقطة كوني مسلمة وبالتأكيد لا أريد تحييد الرأي إلى ديني ولكني أتمنى لو تعطيني مثالاً لقانون في هذه الأرض طبقه أفراده وكانوا قديسين مخلصين منضبطين رجالاً ونساءً ونجح وعم به السلام في البر والبحر لأن كل أتباعه كانوا على مستوى واحد من الالتزام به والتقيد ..
ولك الورد أزهاه وأحلاه