(10-03-2011, 07:38 PM)حائر حر كتب:  ..........
هل تذكر اخ بهجت الاشاعات عن ثروة الرئيس مبارك (٧٠ مليار دولار) وكيف صدقها الدراويش والمساكين وتم حشد المزيد في ساحات التحرير مع توارد مثل هذه الاكاذيب (اتوقع ان هذه الاشاعات اعتبرها البعض صحيحة في وقتها وبدأ البعض يعد العدة للعيش في بحبوحة بعد اسقاط النظام )

ما يجري الان شبيه بذلك وتجد الفوار يستغلون اي حدث لعمل المظاهرات والفوضى دون اي اعتبار لمصلحة مصر الحقيقية

الأخ الكريم حائر حر . خالص التقدير .
يا صديقي مداخلتك الهامة تعيد إلى الواجهة ما يمكن أن نطلق عليه على سبيل الإستعارة تعبير " الإنتفاضة البيروقراطية " في مصر اليوم .
هناك إنتفاضة حقيقية تقودها البيروقراطية المصرية المتعفنة ، هذه الإنتفاضة مدعومة بحكومة عصام شرف المستقطبة لكل المصائب و جهاز قضائي بيروقراطي يدير إقتصاد بلد !. تهدف هذه الإنتفاضة إلى تحطيم كل الإصلاحات الإقتصادية و العودة بمصر إلى عصر الإنغلاق و القطاع العام الفاشل ، فكل ما يهم البيروقراطية المصرية المتعفنة هو أن تستعيد ما فقدته من نفوذ وسيطرة علي ثروات البلاد خلال السنوات القليلة الماضية . أما أدوات الثورة المباركة فمعروفة و جاهزة و مدعمة بالشعارات الجوفاء لشباب التحرير , من عينة حق " التظاهر والإضراب" متجاهلين أن هذا الحق كغيره من الحقوق لا يمارس بشكل اعتباطي بل خلال القانون المنظم له . ذلك كله أدى شلل في المؤسسات العامة, وطرد ( أحيانا قتل ) القيادات والخبرات التي عملت علي إصلاح الهيئات ووضعها علي المسار الصحيح الذي سارت عليه البلدان التي سبقتنا علي طريق التقدم .
تهدف هذه الإنتفاضة البيروقراطية إلى مجموعة من المصائب كفيلة بتدمير مصر كلها .
1- نهب موارد الدولة و توجيهها لدعم طبقة من الموظفين الكسالى الزائدين عن الحاجة .
2- خلق فرص عمل شكلية لأبناء الطبقة البيروقراطية بينما الجهاز الحكومي متخم بالفعل ،وهكذا نعيد إنتاج الموظف الحكومي التافه بلا أي مهارة حقيقية و الذي يعيش كالمتسول. ومما يدعو إلى ضحك كالبكا أنه في ظل الثورة التي انطلقت لمنع توريث رئاسة الجمهورية ، تطالب الجماهير الثائرة بتوريث الوظائف الحكومية ، تحت شعار أن الثورة تأمر ولا تطلب ! .
3- تصفية القطاع الخاص من خلال حملات منظمة حول ما حصل عليه من أراض, أو ما قام به من تنمية الاقتصاد القومي خلال السنوات الماضية .
4- إعادة الشركات التي جري خصخصتها إلي القطاع العام مرة أخري لكي يتم استخدامها في التحكم الاقتصادي والسياسي في البلاد. وهكذا نعيد سيطرة البيروقراطية المتعفنة على الإقتصاد ، هذه البيروقراطية التي لا تولد دخلا ولا عملا وإنما تقوم أساسا علي إهدار الرأسمال العام للدولة.
هكذا تتم الآن الصفقة بين الثوار العشوائيين وحكامهم الجدد : " أعطني مالا لا أستحقه و عملآ بلا إنتاج و تعليما شكليا بلا قيمة ،و سأمنع عنك النقد و أهتف لك في ميدان التحرير و لن أتبول على وزارتك أو أحرق مباني الدولة " .
هكذا كانت الفوضى دائما ، لا تأتي سوى و معها بوم ينعق و جماهير غوغائية تحرق و تسرق المحلات التجارية و القطاع العام !! .