(10-10-2011, 06:29 PM)الوطن العربي كتب: اما شخصياً فلا يهمني احد، ان استطعت ان اصل لحقيقه الالحاد فساستفيد دنيوياً بالراحه من العبادات او سأستفيد اخروياً ان وصلت للايمان بالاسلام، وان كنت اتمنى الاخيره لان الحياه ستنتهي يوماً ما.
حالياً اكتفي بالصلوات الخمس وعداها افعل مايحلو لي لاني لم اصل لقرار، يعني ماسك العصا من النص.
بالامس عاندني الحظ فمددت اصبعي الوسطى للسماء واحسست بشعور مريح ورائع ثم مالبثت ان صليت العشاء لاني خشيت ان اموت وانا نائم!
كأني خرجت عن الموضوع!
العزيز الوطن العربي,
ولو كان في الامر خروج عن الموضوع, الا ان مداخلتك هذه لفتت انتباهي بشدة! اقول اذا كنت تفكر بحقيقة الالحاد كما ذكرت فلن تصل الى شيء, لانه يجب عليك ان تصل الى الحقيقة المطلقة و ليس حقيقة الالحاد. ثم ان الالحاد ليس هدفا بحد ذاته لكي تتوقف عن البحث عن الحقيقة عندما تصل اليه, بل العكس تماما, فعندما تصل الى الالحاد يا صديقي يبدأ مشوارك! الالحاد يا عزيزي هو المرادف الاول للحرية, و هو طريقة عيش و نمط تفكير: تحكيم العقل في كل الامور و الكيل بمكيال واحد الذي هو المنطق! يعني اذا كنت تؤمن بالمعجزات في الدين المحمدي مثلا, وجب عليك ان تؤمن بها في كل الديانات! و قد اعطيتك هذا المثل خصيصا لانك لا تزال تقيم الصلوات الخمس و لكي اذكر لك كلمة تؤمن!! الحر يا عزيزي لا يؤمن, بل يعرف. و الى ان يصل الى هذه المعرفة عليه سلوك سبيل الشك. يجب اخضاع كل ما تنوي ان تعرفه الى العقل و المنطق. هل كنت لتكون مسلما لو انك لم تولد من ابوين مسلمين؟ قبل ان تجيبني فكر في الامر مليا, لان هذا السؤال بالذات هو ما اوصلني الى الحرية!!
اما ما ذكرته عن اكتفائك بالصلوات الخمس و تفعل عداها ما يحلو لك, فاريد ان اقول لك ان الحر لا يفعل ما يحلو له الا اذا كان قانونيا, فالقانون هو الحدود لحرية الناس فان كانت القوانين لا تعجبنا وجب علينا ان نحاول تغييرها و تطويرها باساليب انسانية راقية لا تؤذي اهلنا و ناسنا و مجتمعاتنا! حريتنا ايها الصديق بعيدة كل البعد عن الفلتان و ممنوع علينا اطلاقا الحاق الاذى بالغير و بالنفس!!
و ما دمت تمسك العصا من الوسط فلن تصل الى الحرية! الاحرار اصحاب قرار و وضوح في الرؤية, فالتردد و الخوف هو من صفات العبيد!
اما قولك: بالامس عاندني الحظ فمددت اصبعي الوسطى للسماء واحسست بشعور مريح ورائع ثم مالبثت ان صليت العشاء لاني خشيت ان اموت وانا نائم!
فاقول لك انه بالامس حالفك الحظ و لم يعاندك ابدا!! فهذا الاحساس بالشعور المريح و الرائع دليل قوي على انك حر و لكنك تخشى الافصاح عن ذلك بسبب محيطك المتزمت و بسبب الموروث الديني و الاجتماعي الذي اغتصب فكرك و اسره منذ كنت طفلا, فهذا الموروث لا يزال يضغط عليك بعض الشيء و لكن لا باس, فتصريحك هذا بالنسبة لي اكثر من كاف لاعتبرك حرا!
اما انك صليت العشاء خشية ان تموت وانت نائم فكم كان حريا بك ان تخشى ان تموت عبدا, فقد خشي قبلك احكم الحكماء لقمان ان يموت عبدا و فضل الحرية على الحياة!
كل الاحترام و دوام التقدم!