صباح الخير , صباح الوطن , صباح الإنسان

كانت العزيزة هالة قد لفتت نظري ذات يوم لرواية الشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله ( براري الحمي ) ولم أكن قد قرأت له كثيرا , ووجدت أن الرواية من الروايات الجيدة وذات تجربة فنية عالية وجديدة في عضوية الشكل والمضمون ومغامرة روائية تستحق النظر , وبدأت في الكتابة عنها بعض أن استخرجت من الرواية المحاور التي تكون صلب الدراسة واقتبست أجزاء النص التي سوف أستشهد بها, حتي أنني علي ما أذكر سألتها علي الخاص عن بعض الكلمات التي لم أفهمها ومعناها في لهجتهم وبعض الأمثال ومنها علي ما أذكر ( جاك الريح اتخبي مليح ) وضحكت من نفسي وقتها أنني لم أفهم هذا المثل , ولكن حالت شئون وشجون دون تكملة الدراسة رغم أنني شرعت فيها وقطعت شوطا لا بأس به , وفي نفس الوقت رحت أقرأ ما يقع تحت يدي للكاتب لكن أكون فكرة عامة عن عالمه الفني فوجدت فيه كاتبا متميزا, ولكن .....

ربما أعود لها يوما .

اخترت هذا الصباح قصيدة للشاعر إبراهيم نصر الله تغنيها فرقة ( بلدنا ) بعنوان (إذ يطلع النهار ذات يوم ),
لحن حماسي سريع كأنه المارش العسكري تأخذ الأذن جماعية الصوت وتوزيع الجمل والكلمات بين الأصوات النسائية والأصوات الرجالية في تجاوب بديع , تقول كلمات القصيدة :

إذ يطلع النهار ذات يوم
سنفتح العيون فجأة
و نحضن الصغار
و بيننا الأسوار
و بيننا الخراب
و بيننا الذئاب و المؤامرة
و بيننا السدود
و بيننا الحدود
و بيننا الرشاش و المجنزرة
لكننا .. لكننا معاً

في عتمة الجنوب في معان و الكرك
أنا معك , أنا معك
نروض الصخور
نشق درب النور
و حينما أموت ذات ليلة ٍ
خلف مياه النهر
أموت من أجلك
أموت كي نرى معاً سقوط ليل القهر

في أول الصباح
حين تحمل المياه
للحقول في الشمال
في سهل اربد الممتد
في ذرى الجبال
من غربة الجرح أجيك
و أحصد القمح معك
و نقطف الثمار
و نطعم الطيور و الأطفال

معاً نكون دائماً
معاً معاً نكون
نصد ُّ هذي الريح عن كرومنا
في اللد أو عجلون
فليزهر البركان
و ليكبر الإنسان فينا
يكبر الإنسان

أنا و أنت الشمس و التلال و الزمن
أنا و أنت المجد و الطوفان و الوطن
و إننا معاً
و إننا معاً



كوكو