العراق لم يصنع ثورته، بل حدث به تدخل مباشر لأسباب لا علاقة لها بثورة شعب يا هالة
كما أن الشعب العراقي متنوع عرقياً وطائفياً.
ليبيا ثورتها هي من قامت بجر الآخرين للتعاضد معها وليس العكس. ولا انقسامات لا عرقية ولا طائفية فيها. ومؤيدي مجنون ليبيا قلة ليس لهم وجود.
والناتو ليس له أي حضور على الأرض بتاتاً.
خليكي محضر خير، وبكل الأحوال لم نشهد للآن أي انقسامات بين الأخوة في ليبيا، العراقيون كانوا قبل أي أمل بوجودهم بالعراق منقسمين ونازلين ببعض، وجاءت الحرب من الخارج ومن ناس لا علاقة لها بالأرض.
ما بالكم ألا ترون الفروقات جلية واضحة. ولا بس تشموا ريحة غرب ترجفون، وكأنه نجس من عمل الشيطان؟ ما بالكم تلومون الإسلاميين على ما بكم من عيب - أي المؤامراتية ورفض الشعب والأدلجة المنحازة للفكر لا للواقع والشعوب).

مع فائق تحياتي ومودتي.

---

بالنسبة لفش الغل يا هالة، وحبذت أن أرد عليه بعد ردي أعلاه.
فنعم هو فش الغل، ويحق لشعب أهدرت كرامته وقتل وقطعت أوصاله أربعين سنة أن يفش غله، وذلك حقناً للدماء. لماذا؟ لأن الشعوب غير المبادئ والغليون بفم المثقف المرتاح على كرسيه ...
الشعوب بحاجة لفش الغل في المراحل الثورية، وبحاجة لأغنية، وصوت ودم، لأغنية ثورية مش ضروري واقعية تماماً، وصوت يصدح بالثورة، ودم لحقن دم الأجيال المقبلة. وعندك تشي غيفارا اسأليه ما هي الثورية .. فهو يقول أنها بأحد أشكالها الانتقام الطبقي. ومن هلق لا تتهميني بالتسطيح الفكري، هي فعلياً تلك نفسها .. هي ثورة الطبقات، وانتقام الطبقات.

بالنسبة لأوبسيرفر، وبنفس الوقت رداً على هالة والكثيرين غيركما:

1. الحديث عن القاعدة والسلفيين، هو بعبع "غبي" شبعناه، الغباء من أن القاعدة ليست كائناً واضحاً لكي نتهم به القاصي والداني، والأمر الآخر، أن ليبيا مسلمة تماماً، والكل بما فيه العلماني وتياراته لا تختلف على طبيعة ليبيا الإسلامية، ولم يحدث أي اختلاف جوهري لا قبل ولا الآن حول هذه الهوية الإسلامية لليبيا. فمن شو خايفين وعلى شو تحديداً؟ أنتم تسقطون تخوفاتكم المشرقية على مكان ليس به انقساماتكم بالأساس ...

2. يبدو أنكم لا تعرفون ليبيا جيداً، فليبيا فيها أكثر من صحرا وخيمتين، وسلفيين، ففي حقيقة الأمر فإن السلفيين مظهر موجود ولكنه هامشي، والعقول النيرة أكثر منها في بلاد الشام مجتمعة، وهذه حقيقة عرفناها الآن في هذه الأزمة، ففي ثورة سوريا لم يظهر نصف المحللين النيرين والمقنعين والمثقفين الذين ظهروا من ثورة ليبيا .. فلا يغرنكم سبقكم الحضاري يا مشرقيين، فنحن صرنا في أدنى الشعوب. الشعب الليبي استطاع تأسيس مجلس وطني موحد في أقل من شهر، فكم احتاجت سوريا؟
لذلك ولأسباب سياسية يعرفها من يعمل بالسياسية أؤكد أن ليبيا ستكون دولة مدنية، لأنها في الأوقات الحرجة استطاعت العمل وتحت ظروف القهر والتنكيل والملاحقة كشعب مدني، فلم ينقسم الليبيون، ولم يتشكل عشرين مؤتمر وسبعين مجلس وطلعت شخصية تشكك بالشخصية التي تليها. بل كان الأداء مرعباً بروعته وتنظيمه وبتتالي الانهيارات في بنية النظام.
لذلك شعب كهذا ونخب كهذه لا يمكن الخوف عليها. وليست مشكلتها أنكم لا تعرفونها، وتعتقدون أنها مجموعة من الهمج والرعاع.
بينما لدي رغبة بالقول لكم يا شعوب المشرق (وأنا منكم) أنتم الرعاع، الذين لا تستطيعون الالتفاف بأي مرحلة أياً كانت على كلمة "سواء"، وأرفض تكبركم على شعوب المغرب وشمال إفريقيا التي أثبتت بالنهاية أنها هي من تعلمنا الثورة وبناء الأوطان لا نحن المشرقيين الذين لا نستطيع توحيد حماس وفتح في أرض لا تتسع لمليون، ولا تشكيل مجلس وطني إلا بعد قتل وتنكيل لسبعة أشهر، ولا تزبيط ثورة بدون سبعين جمعة للتطهير والتطبير والتجحيش وأقباط وضراط على بلاط، وقتل لمعاوية وعلي بآن معاً.

مع خالص تحياتي.