العزيزة هالة؛

أنا منزعج منك أيما إنزعاج، لكني سأرد على بعض نقاطك أعلاه رغم ذلك.
لكن قبلاً أنا منزعج لأنك رأيت بدبلوماسيتي في ردي عليكِ بموضوع سابق : "إعتذار!!!!"، يبدو أنه علي أن أتخلى عن دبلوماسيتي تلك وأحذو حذوك بردود ساخرة مثل تلك التي تكيلينها علي أعلاه، هل تعتقدين بأنك بردك أعلاه لا تبدين عصبية ونزقة؟
بردي السابق بموضوع سابق يا هالة، كتبت معلقة منقطة بنقاط واضحة ومعدة وبعد تفكير طويل، ولكنك كما البعض الآخر في النادي هذه الأيام اعتقد بأنني ولأني أعيش داخل سوريا يمكنه الطبطبة علي لإخفاء قلة حجته أمام حجتي.
ولنكن واضحين ومنطقيين، رداً كالذي كتبته أعلاه، وردي السابق أيضاً من الواضح أنه جاء بعد تفكير وتمحيص وكتبه عقل هادئ متمكن.
في الرد الذي تلمحين أني اعتذرت به، فإني كتبته فقط للدبلوماسية وبعدما رددت أنت بأنك تتفهمين ما يعانيه السوري ومشان ما يكون زعل بينا أنه "لا تواخذيني"، ولكن هذا ليس إعلان اعتذار عن كلماتي ومنطقي وحجتي وردي السابق، هذه مجاملة ومسايسة وحفاظ للود، بعدما رأيت أن ردي قد يكون أزعجك .. ولكن ردي ذاك كان خفيفاً جداً بالأساس لما يجب أن أقول بدون سياسة، وبلغة صريحة واضحة، يا هالة أنا كنت بالأساس لطيفا رقيقاً جداً معك، وقمت كعادتي باستعمال لغة دبلوماسية لا قسوة فيها لأني لا أحب أن يصل الاختلاف للصدام والاحتدام وإفساد الود.

نعود بعد هذه المقدمة التي كان لا بد منها لموضوعنا:
1. موقف الغرب ليس واضحاً لا يتغير، وهذا الرأي سبب مأساتنا العربية، لأن البعض ينظر للغرب ككتلة واحدة وبأنها شيطان رجيم، بصراحة لا فرق بينك وبين إيران إلا شكليات من قبيل "شيوعي/إسلامي" بينما في العمق أنتم واحد لا يتفرق ووجهان لعملة واحدة، فلا تعرفون شيء اسمه السياسة، فأنتم ترون أنظمة جائرة بكل مكان، وبنفس الشكل، والشعوب عليها تشكيل قطيع أممي خلفكم (يا شيوعي يا إسلامي ولافرق).
وهناك ربيع غربي منذ القرن التاسع عشر، يزداد جمالاً وتفوقاً كل يوم. الغرب جميل ونريد أن نكون مثله، وأن نتقدم معه .. لا ضده ولا ضد أنظمته، فرغم كل ما ترينه من تململات اجتماعية في الغرب فهي مع بنية أنظمتها، لا يوجد غربي إلا فيما ندر يريد تغيير بنية النظام الذي يعيش في كنفه، هو يريد تطوير سياساته وإصلاح بعض مؤسساته. وشتان ما بين الإثنين.
حتى ثورة 1968 الإجتماعية، والتي أحدثت تغييرات جوهرية في بنية السياسة والإجتماع في الغرب لم تغير قيد أنملة بالبنية السياسية الديمقراطية لتلك الأنظمة، ولكنها غيرت المجتمعات وطورت مؤسساتها المدنية.

2.التخطيط الواعي (تبع الانتقام الطبقي) وبقية الخزعبلات أنا لا أؤمن بها أساساً، أنا ذكرت غيفارا من أجلك، فأنا لا أؤمن بالشيوعية ولا بقيم غيفارا، فأنا ليبرالي، وسط يسار، وقريباً سأرمي اليسار كله ورائي. ولكن لافي تخطيط واعي وراء غيفارا ولا بلوط .. أنا فقط أذكرك بقيم لأيقونة يسارية، ما فيها كثير شي حلو، ولافي تخطيط وعقلانية وبطيخ من اللي إنتي بتعتقديه، فغيفارا كان في الميدان ومع الفلاحين وفشل في الحقيقة فشلاً ذريعاً. لو خطط مثل ما بدك إنتي ما عمل ثورة، ولو خطط فيما بعدها كما تعتقدين ما فشل بالثورة.

3. تعودين لذكر العراق، ولقد شرحت الفروق، ولكن كل شيء عندكم العراق العراق .. وكأن الله لم يخلق غير العراق. ولا تستمعون لصوت عاقل، وكل كلامكم مقارنات. أنتم تريدون الاستمتاع بقتل نصف ليبيا وتبقى ليبيا بدون أي تدخل خارجي. واللي إيدو بالمي غير اللي إيدو بالنار، والفص على المتكي هين.
أختي الكريمة، الشعب الليبي أراد التدخل الخارجي، ونحن بسوريا نريد التدخل الخارجي، ونحن أحرار ببلادنا .. فلماذا تريدون أن يكفر الناس بالعروبة. هل المطلوب من الناس أن تموت وتبقى ساكتة ساكنة وهي ترفع رايات السلام وتحتمل الاحتلال الداخلي، بينما التدخل الخارجي أرحم بمليون مرة؟!

4. الرد بأعلى الجواب .. أو مبين من عنوانو.

مع فائق تحياتي
طارق