الاخت وردة والاخت هالة

يبدو أن ردي السابق المقتضب كان متطرفاً نوعاً ما ، وله عذره لتطرف الطرف الاخر

سأبصم بالعشرة " بحرية اللباس" سواء حجاب نقاب او حتلى ببرميل ، شريطة واشدد عليها أن لا تكون هذه الحرية للحجاب هي وسيلة " سلب حرية" من الذين لا يلبسونه

لو كنت اعيش بامريكا لما ترددت بالقول انها حرية شخصية ، وقلة ادب مننا ان نتدخل فيما يلبس الناس
الحرية معناها يتسع للجميع وليست انتقائية
في شرقنا " المحجب" عن الحرية ومعناها سأستنجد بما اعرف واشاهد

في السعودية ، هناك 100% من النساء منقبات ، وإن شذت واحدة عن ذلك ، فلن يطالها فقط النبذ الاخلاقي الاجتماعي ، بل سيطالها جرم وجريمة وتحت طائلة الفتك من قبل الشرطة الدينية

لهذه الحالة سأذكر مثالين :-
1) في قاعات المغادرة في المطارات السعودية هناك سواد قاتم ، وما ان يأخذ معظمهن مقاعدهن في الطائرة حتى تتلون فتصفر وتحمر والشعر يشقر ويتموج ويتميش ، ويحصل عكسه تماما في الرحلات القادمة ، اين هي الحرية؟
2) صديق لي ومقرب ، امضى ريعان شبابه في الرياض ولم يرى الا السواد ، توظف في فرع شركتنا بعمان ، ولخلفيته اللباسية ، فكل انثى غير منقبة او محجبة هي حكما وقطعا " شرموطة" ،عند وصوله عمان تمت دعوته الي عشاء في احد مطاعم عمان الغربية الراقية ، تصادف وجود فتيات بعضهن يلبس تي شيرت وبعضهن تايت وجينز والذي منه ، فقام وبكل ثقة اليهن طالبا منهن مرافقته وكم يردن بالليلة ، كن بنات عائلات محترمة انتهت الامور بأن ادخل المستشفى لكثرة ما نال من الضرب

نترك السعودية الي دول اشباه حرية ، واقصد مصر وبلاد الشام ، فلقد كان ولفترة قريبة اللباس هو حالة وحرية شخصية حتى في القرى ، مع الهجمات الاصولية ، انحاز المجتمع الي هذا الوباء ، فتحجب المعظم وتنقب غيره وبقيت القلة على حريتها ، هل تركوها على حالها؟ لا ، الصقت كل صفات الطهر والعفة والشرف وكل الصفات الحميدة بالمنقبات ، والمحجبات حصلن على تقدير جيد في مواد الشرف والعفة وغيرها ، واصبحت كل من لم تتحجب او تتنقب ضمنيا وحكما مجتمعيا هي في طائلة الراسبات وهن مشروع ساقطات حتى ولو همسا او في حنايا الصدور

تنقلت عائلتي من السعودية الي الاردن ، فإن رضيت في السعودية بالحكم الجبري ، ارى عائلتي وهي عائلة واحدة تعاني من انفصام مظهري ، وتحدد لباسها حسب الوجهة المنوي الذهاب اليها ، فإن كانت للقرية تكتفي بغطاء الرأس " الحجاب" ، وإن كانت للعشاء في مطعم "الزوادة" في الفحيص ذات السكان المسيحيين تأخذ راحتها على الاخر حتى ولو كان " شورت" ، اما ان كانت لشراء بعض الخضروات الطازجة من امام مسجد " عبدالرحمن بن عوف" في صويلح الشرقية دويلة الاخوان المسلمين ، فهنك العباءة والنقاب

هل هناك حرية؟

احترم المحجبة والحجاب فقط عندما يكون خيار شخصي في مجتمع حر لا يعطي جوائز تقديرية للمحجبة ويسلب طهر الغير محجبة
والي ان نصل الي ذلك المجتمع ، فانا ضد الحجاب ولا احترمه ، لأنه اعتداء شخصي على حريتي
ارجو ان اكون قد اوضحت