أخي نوار البعض يريد ثورة طيباوية مثالية لا ترتكب أخطاء ولا حتى جرائم هنا وهناك ، العبرة ليست في هذه الأفعال والتي تصدر من بعض العوام والجهلة وممن له ثأر شخصي مع أي نظام عربي ولكن العبرة بدوافع هذه الثورة وأهدافها ونتائجها ، وثورة ليبيا ثورة مميزة عن باقي الثورات إذ أنها الثورة الصحيحة والأصيلة وباقي ما حصل في الوطن العربي هي انتفاضات ما زالت في طور مسألة تنحية الرئيس و محاكمة الرئيس وأخبار الرئيس والانتخابات وهل الدستور أولاً ولا الانتخابات أولاً ، بينما الثورة الليبية قلبت النظام بكامله وطوت صفحته بالكامل وبدأت تشكل مستقبلها منذ البداية ، ولأنها مسلحة فمن الطبيعي أن تحصل أخطاء كثيرة من قتل على الهوية لبعض المنتسبين للنظام أو لبعض من قبيلة القذافي أو قتل لبعض المدنيين أو حالات نهب هنا وهناك ، فليأت لنا أحد بأي ثورة في العالم في التاريخ القديم أو الحديث لم تحصل بها هذه الأخطاء ؟

إذا كانت الثورة الفرنسية التي رفعت شعار عدل اخاء ومساواة والتي يفتخر بها الفرنس لأبد الدهر قد ذهب بعد اندلاعها ونجاحها أكثر من 20 ألف قتيل في حروب أهلية مدمرة وكذلك باقي الثورات وحتى حالات النضال ضد الإستعمار تحصل بها هذه الأفعال كم شخص يقتل على شبهة التعاون مع الإحتلال ؟ وكم من عائلة تقتل كذلك لأنها رفضت عمل مقاوم بجانب منزلها ؟ وهكذا دواليك .

لكن هؤلاء الذين يركزون على هذه الأخطاء - والتي ان سألتهم لماذا لا تطبقون هذه المعايير على الإسلاميين قالو لا حرية لأعداء الحرية - يتغاضون عن المفاخر التي صنعتها الثورة والثوار ، فمن تسليم الذهب والمجوهرات للمجلس ومن تسليم الأسلحة كذلك ومن رفض اعدام الكثير من كتائب القذافي وتقديم الأدوية والاسعافات الأولية لهم ومن بطولات رائعة سجلها أطفال وشباب ما زالوا في مقتبل العمر .

طبعاً هناك بعض الديماغوجيين الذين يستمتعون بتهويل الأحداث ، ولديهم مقدرة عجيبة غريبة على صنع هذا التهويل ، مثلهم مثل الصحافة الصفراء وقنوات الاثارة التلفزيونية ، حتى ظاهرة الشيطنة - التركيز على شخصية ما ونسب كل الأخطاء لها - كانت واضحة تماماً فعلقوا كل شيء على ظهر بلحاج رغم أنه من أشرف وأنقى قادة الثورة وهو من صنع نصر طرابلس بخطته التي وفرت على المدينة شهوراً من القتال والافاً من الأنفس وجعلوه شيطاناً مريدا ولا يملكون دليلاً واحداً على ما يقولون سوى " الهراء " ، شنشنة نعرفها من أخزم يا صديقي .