زعيم، أول شي مبروك، وريتكم تتهنوا..

ثاني شي، وإن كان مباح، فليس كل مباح يفعل، ليس تقبيحا بل تحذيرا، أنت مقبل على أمر ثقيل فإن ظننت أن لا تقيمه فدعه، أنت تختار مسؤولية تسأل عنها يوم القيامة، فإن شعرت أنك لن تقيم فيها حدود الله فدعك من الأمر كله.

ثالث شي،
بهالزمانات كنت عم أعمل محاضرة عن العالمانية وأشياء أخرى باللغة الفرنسية، من باب التدرب على اللغة.. فيللي صار أن امرأة متقاعدة تركية صحفية سابقة كانت من الطلاب، فحين أتى وقت النقاش قالت أريد أن أفهم أن خالد لا يريد العالمانية، هل يريد الدولة التي يسمح فيها بأربع زوجات؟ يعني المخلوقة تقلص كل فهمها لما قلته في الأربع زوجات، وغيرها يتقلص في نظام العقوبات وهكذا دواليك.

المهم، قبل أن أجيب، تدخلت الفرنسية، التي تدرسنا اللغة، وهي "ربة" العالمانية عند التركية، ومثلها الأعلى وقبلتها الأولى والأخرى، فقالت:
أريد أن أسأل هنا، هل ضمن نظام تعدد الزوجات أن يكون هناك زوجة أولية وزوجات ثانويات، وأولاد الزوجة الرئيسية هم المعدودون أولادا، وأولاد الزوجات الأخريات لسن بشيء؟

حين تم شرح الأحكام المتعلقة بالتعدد للمخلوقة، قالت، هنا في فرنسا، ضمن الإحصائيات، نسبة عالية من الرجال لهم عشيقة أو اثنتين إضافة لزوجاتهم، وقد يلد لهم من هذه العشيقات كما حصل مع فرانسوا متيران الرئيس الراحل، وهؤلاء الأولاد لا حقوق لهم تقريبا على أبيهم، ولا يساوون بحال أولاده من زوجته "الشرعية"، لذا أفضل أن يوجد نظام ما يعترف بواقع التعدد الموجود فعلا، ويقننه، حتى لا تقوم الناس بممارسته بعيدا عن الدولة والنظام والقانون بما يهضم الحقوق. انتهى كلام الفرنسية، ثم طلع الصباح بنوره الوضاح وسكتت التركية عن الكلام "المباح"

ننتقل إلى السويد،

السويد تدرس مشروع قانون سيقدم قريبا لمجلس النواب يتعلق بتعدد الزيجات.
السويد تعتبر قانونيا الزواج بين أي إنسانين، سواء كانا من نفس الجنس أو من الجنسين، تعتبره زواجا قانونيا ساري المفعول، على أن مفهوم الزواج عند الغرب يتجاوز التساكن والتعايش والجنس، عندهم يعدون الزواج شركة استثمارية ذات رأسمال وأرباح.
ولأن لا شيء يمنع أن يقيم الإنسان عدة شركات مع أفراد مختلفين، لذا يدرسون موضوع إلحاق تعدد الزيجات بموضوع الشركات وضمن الحرية الشخصية وتحت باب تنظيم العلاقة المشتركة. حتى علاقة البوي فريند والغيرل فريند في اسكندنافيا لا يمكن إنهاؤها دون تبعات طلاقية إن عاش الطرفان في مسكن واحد.
القانون المقترح للدراسة يسمح بتعدد الزوجات والأزواج في آن، لذا سميته بالعربية تعدد الزيجات.
ولا يكون من مانع عند السويديين إن قدم الاقتراح إلى البرلمان وتم التصويت بالموافقة عليه، أن يكون الرجل متزوجا امرأتين فأكثر، أو أن تتزوج المرأة رجلين فأكثر، أو أن يتزوج الرجل امرأة ورجلا آخر، أو أن تتزوج المرأة رجلا وامرأة أخرى، وقد يكون الرجل متزوجا أكثر من أمرأة، وكل امرأة من هؤلاء النسوة متزوجة بأكثر من رجل، كله حسب التوافق ومنظم بالعقد والقانون. موضوع نسبة الولد يحسمه الطبيب.
طبعا إذا طرحت السويد هذا القانون، سيتبارى الكثيرون بإظهار الإعجاب بتقدمية السويد وقفزها إلى الأمام، وحلها لمشاكل البشرية.. لكن أن يطرح هذا الأمر من المسلمين فهو مصيبة ينبغي تفاديها.

عزيزي الزعيم،

هم لا يكرهون الزواج، هم لا يريدون الإسلام فقط، ودوا لو خرجنا منه كما دخلنا، وليس أمر الزواج وغيره إلا "تلكك"، مثل قصة يللي زعل من الحمل ليش عكّر المي، قال عم أشرب من أسفل النبع وإنت من فوق النبع، قال إذن أبوك عكّر النبع.

من جديد، أتمنى لك التوفيق والسعادة، لكن تذكر.. مسؤولية إضافية على رأسك فإن استطعت القيام بها وإلا فدعها، وقد عرض ربك الأمانة على من هو أشد خلقا منك فأبى حملها وأشفق منها..