عزيزي جعفر، لا يوجد حكماء في دائرة السلطة السورية اليوم للأسف، كلامك هذا قلته أنا وتمنيته في بداية الثورة .. ولكن تبين أن النظام غير قادر على التصرف ضمن رؤية سليمة للمرحلة التاريخية التي تمر بها سوريا.
فالنظام بالمنظور التاريخي سقط منذ 15 آذار .. ولكنه يعارض ويقاوم حركة التاريخ .. وهذه المقاومة/الممانعة ولكن ضد شعبه والتاريخ هذه المرة ستودي بسوريا لمجاهيل ولفترة صعبة، ولكن ليس لأفغانستان ولا للبنان جديد كما صرح أبو البيش (بمبالغاته ونكته المشهودة)، فمهما كان حجم الأقليات في سوريا فهناك أغلبية ساحقة من طائفة ما وبقية الطوائف ستنضم للثورة فور سقوط النظام والطائفة العلوية ستنقسم لا محالة حفاظاً على وجودها،
ولكن كلما ابتعد النظام عن الواقع واعتقد أنه قوي وأنه قادر على البقاء كلما صعب الخروج بسوريا لبر الأمان بسهولة.
أما دعوتك اليوم فأضحت مستحيلة، لأن كم القتل والإذلال الذي حصل لا يمكن بعده الرجوع للوراء للحديث عن إصلاح. لقد أثبت النظام أنه بنيوياً غير قابل للإصلاح.
هذا نظام نخبة من الأطفال المدللين الذين ولدوا والملعقة الذهبية في أفواهههم، ولم يتعودوا أن يقول لهم أحدٌ "لا". لذلك لا يمكن تخيل إلا إسقاط النظام اليوم.
أما المعارضة والشارع فلقد حزموا أمرهم، وانتظموا جيداً، ولم يعد بالإمكان إجهاض الثورة .. ولو احترق الشرق كله على حد تعبير الأسد.