يمتلئ العالم بمجموعات بين بعضها فروقات اثنية و ايديولوجية كبيرة , و حتى في المجموعات المتجانسة عرفت المجتمعات صراع القبائل , فان سادت احد تلك القبائل بقوة السلاح قامت دولة , كدولة ( محمد ) قديما او دولة ( القذافي ) كما نراها الان , اما العالم الحديث فقد سلمت مجموعاته اسلحتها الي هيئات تكونها هذه المجموعات , و اعني بذلك جهازي ( الشرطة و الجيش ) , قبل ان تنصهر المجموعات نفسها في بوتقة انسانية واحدة من معجزاتها زواج الاسمر و الشقراء , قبل ولاية اوباما لامريكا .

اما ( طبق الكشري ) المسمى بـ( مصر) فكما جمعت طفيليات المناطقة الحارة و بكتيريا و فيروسات المناطق الباردة , فانها جمعت نظام الشرطة , و ايضا جمعت الاخلاق القبلية , بل مازالت القبائل فيها تصارع الشرطة و الجيش على الحدود الاربعة للمحروسة , تتاجر في السلاح و المخدرات ولا تستطيع الدولة السيطرة عليها , او لا تريد .

و اخلاق الانسان المصري خليط بين اخلاق القبائل و اخلاق المدن , و الاصح انه تارة يتصرف كافرد القبيلة , و تارة يدّعي انه يدين هذا التصرف الذي يستمر في نفس الوقت بممارسته , تناقض تجده في الشيخ النصّاب , الملتحي المرتشي , والعاهرة الوطنية ..... و كلها مساخر شبيهة بمحطة المطار السري !

و تدخل هذه الظاهرة على الام الاقباط , فتزيدهم غربة و مرارة , و يساعد هذا في فهم قمة جبل الثلج .......
ماسبيرو

الباردوكس محل الحديث هنا هو الانتماء الي الجنسية ( المصرية ) و ادعاء صفات الايثار و التجانس بين افراد الوطن , ومع ذلك فلا يغفل اي مصري تمييز ديانة المصري الذي يتعامل معه . حتى هذا الذي لا يعادي صاحب الديانة الاخرى بل يصادقه , فمازال يميزه بديانته كقوله
" لي صديق مسيحي و علاقتنا على ما يرام "
فهل علاقتهما على ما يرام ؟
يقول الفيلسوف سيوران " الوعي ليس فقط الوخز بالأشواك، بل أيضًا طعن في اللحم الحي بالخناجر " و في طريقنا لتفعيل الوعي في جسد المجتمع القبطي ,نضطر للنفي عندما نجيب على السؤال السابق , فالعلاقة بين المسلم و المسيحي ليست طبيعية , طالما ان هناك مسلما , و غيره يدين بالمسيحية
و لهذه الظاهرة اسباب , انما اكتفي بعرض نتيجة من نتائجها , و هي ان المسلم ترك القبطي يواجه مصيره منفردا , و هذا داء عضال في حد ذاته .

عرف مجتمعنا حوادث اجرامية صورة طبق الاصل من (كترمايا ) لكنه تباكى كثيرا على قتيل لبنان المصري , دون ان يفعل الشئ ذاته لقتيل مصر المصري , و ليست مصادفة , فهكذا يتم تربية المصريين , بعيدا عن اي قيم انسانية , فقط التألم لمصري قتلته قبيلة ( اللبنانيين ) و عدم التأثر بذلك ان جاء على يد افراد نفس القبيلة المصرية .

اما التربية , فليس افضل من حادثة ( مركز زفتى ) حيث ثار الاهالي عندما قام ( حقوقيون ) بمحاكمة (مدرس) يضرب اطفالهم في المدرسة , ثورة ليست ضد المدرس انما معه , فالضرب قيمة تدريسية في المجتمع المصري ..... في الريف
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=421672&SecID=12
و كأنهم يدافعون عن ( ساديتهم تجاه ابنائهم ) بل عن ( ساديتهم تجاه انفسهم ) اذ قبلوا ان يتم ضربهم انفسهم في طفولتهم , و سيقبلون نفس الامر على اطفالهم

و طبيعي لمن يتم تربيته هكذا , ان يكون مسلحا بقيم الفردية , بل و العدمية حضاريا يتم ترجمتها عندما تقرأ كترمايا مصرية تتكرر من الحين و الاخر , لعل من امثلتها هذه الحادثة
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=442683&SecID=203
و يبرر المصريون سلبيتهم امام الجناة بالخوف الذي يسيطر عليهم , فلك ان تتخيل منظر ال(40 جزار) في الحادثة السابقة , لكن هل يفسر ( الخوف ) كترمايا مصرية بطلها (2 بلطجية ) فقط لا غير ؟
http://www.almasry-alyoum.com/article2.a...eID=315145&IssueID=2299

لا شئ يبرر هذا , ولا شئ يبرر ذاك , ولا شئ يبرر (ادعاء ) محبة المسلم للقبطي , طالما انه يتركه يواجه التعصب المجتمع في كترمايا يومية , السبب فيها وحده ان الضحية ....قبطي

اننا لا نسأل لماذا يهدم مسلمون كنائس الاقباط ,فلهذا اسباب دينية , و سياسية , و ربما نفسية تؤدي الي هكذا جريمة , انما ندين باقي المسلمين الذين يقفون موقف الصمت امام هذه المأساة , بل ندين عدم مطالبة المسلمين اولا بحق المسيحيين في الكنائس .

متى نزلت طائفة من المسلمين ( اصدقاء المسيحيين ) الي قرية , و اقنعت اهلها بان رفع صليب فوق (كنيسة ) يكذب المسلمون نفس كذبة المسيحيين انها ( مضيفة ) مع علمهم انها كنيسة يصلي فيها المسيحيون كلما جاء اليها رجل الدين المسيحي ؟

متى قام شيخ مسجد القرية بالدعوة الي بناء كنيسة لاقباط القرية لأنهم يستحقون ان تكون لهم كنيسة مثلما يوجد بالقرية خمسة جوامع ؟

اننا لا نجد هذا التصرف , و دائما نجد العكس , فهذه صورة حزينة من احداث العمرانية , لاثنين من العساكر (الغلابة ) يهاجم الاقباط متطوعا , فلو كان مأمورا لاطلق عليهم اسلحته , لكنهم يقذفهم بالطوب بعيدا عن اي تشكيل عسكري يوحي بان القاء الحجارة جاء بامر عسكري - مع انه لا يوجد عنصر القاء الحجارة في كتالوج مكافحة الشغب -لكن لا تكتفي الصورة بهكذا جنود , انما تضيف مواطنين شرفاء , وجدوا انه من الايجابية , لا مساعدة الاقباط في بناء كنيستهم , بل مساعدة الجندي في مهمته الفدائية .... رجم الاقباط !

و لن تغفل الصورة اظهار ان هناك من يكتفي بالمشاهدة , و ربما يمارس عادة مصرية اسمها ( أزأزة اللب )




يا لنا من مجتمع ايجابي , لا يعيبه الا بعض الشوائب التى يثيرها اكثر الاقليات تمردا في اكبر البلاد سماحة
الاقباط في مصر ...
ثم يسألون لماذا ماسبيرو ؟

يتبع