و يسألونك عن الحوار .. قل إن النظام سيحاور و يفاوض من موقع القوة الذي هو فيه و لن تحصل المعارضة مع صلف النظام و عنجيته على أكثر مما قدمه من "اصلاحات" حتى الآن ; لجان دراسة تعديل الدستور .. معهد ديني.. قناة دينية .. إقالة دستة محافظين و تعيين آخرين ..قانون أحزاب .. قانون انتخابي ..ربما قانون للأجور ....الخ مع الإبقاء طبعاً على جمهورية الخوف سالمة غانمة قائمة من أجل ضبط هذه "الاصلاحات" الشكلية و تفريغها من أي مضمون يمكن أن يشكل شبهة خطر يمس ببنية النظام الأساسية و تركيبته المافيوية , عدا عن ذلك فالاصلاح يسير على قدم و ساق .

النظام ليس قوي بنفسه بل بغيره , و إن أكثر ما يخشاه الغرب ومن ورائهم اسرائيل هو إنفلات الحدود الشمالية أو تجريب أنظمة أكثر تشدداً و راديكالية و فقدان دور النظام التخريبي الرائد بشق الصف الفلسطيني و إجهاض أي مكسب يحققه الفسطنييون بأنفسهم .

أنا واقعي و أقول أن معركتنا مع الاستبداد صولات و جولات , قد ينتصر النظام و عندها فعلاً أريده منتصراً داحراً قامعاً لمن ثار و انتفض ضده مرهباً مرعباً لمن اتخذ الحياد سبيلاً , ليس أقل من ذلك .. لأنه لابد للأجيال القادمة أن تكون أكثر حقداً و أكثر كراهية و أكثر تصميماً على الثأر و سحق هذا النظام بكل رموزه و عملائه .

لكن أعظم ما تم إنجازه في هذه الثورة المباركة أن جرى تعرية نظام "الممانعة" على حقيقته القمعية الاجرامية أمام الشعب أو لنقل أمام جزء كبير من هذا الشعب الذي كان غافلاً عن ماهية النظام الحقيقة .