ماذا لو امتنعت النساء عن مضاجعة أزواجهن وأغلقت سيقانها بوجه الرجال..!؟
von Michal Shammas, Dienstag, 1. November 2011 um 06:48
" السيقان المغلقة" ليست فيلماً أو حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، بل هي عنوان لحملة جرت وقائعها مؤخراً في بلدة "بارباكواس" وهي بلدة كولومبية صغيرة، هذه الحملة التي قادتها أكثر من ثلاثمائة امرأة في 22حزيران الماضي، أعلنت خلالها النسوة عن إضراب مفتوح بالامتناع عن مضاجعة أزواجهنّ حتى تلبي الحكومة الكولومبية مطلبهنّ في شق وتوسيع طريق البلدة الترابي وتعبيده وربطه بالطريق الرئيسي، وجاءت هذه الفكرة بعد فشل جميع محاولات نساء البلدة بإقناع المسؤولين المحليين وتقاعس أزواجهنّ في حض الحكومة على تنفيذ مشروع تعبيد طريق البلدة الترابي، وهو الذي لا يصلح إلا لمرور العربات التي تجرها الحيوانات.
البداية كانت بقيام النساء بتوجيه تهديد شفوي لرجال البلدة بالامتناع عن مضاجعتهن،إذا لم يسعوا جدياً لإجبار الحكومة على تنفيذ مشروع الطريق، إلا أن رجال البلدة لم يأخذوا تهديد نسائهنّ على محمل الجد وأخذوا يضحكون عليهنّ ويسخرون من حملتهنّ، إلى أن اكتشف هؤلاء الرجال بأن النسوة جادون فعلاً في تنفيذ تهديداتهنّ، حيث استمر إضراب النساء عن مضاجعة أزواجهنّ لمدة ثلاثة أشهر وتسعة عشر يوماً بالتمام والكمال، وانتهت الحملة بعد وصول آليات شق الطرق إلى البلدة، وانفرجت الأمور مثلما انفرجت السيقان بعد إغلاق جعل رجال القرية يواصلون الليل بالنهار لإقناع الحكومة الكولومبية بتأهيل طريق البلدة ينهي عزلة سكانها التي دامت 160عاماً.
وقد تزامن انتهاء ذلك الإضراب ونجاح النسوة في تحقيق مطالبهن في تلك البلدة الكولومبية الصغيرة، مع عرض فيلم "نبع النساء"، في مهرجان دبي السينمائي في دورته الخامسة من 13 ـ 22 تشرين أول الجاري للمخرج الروماني رادو ميهاليان، ويتحدث الفيلم عن إضراب النساء في إحدى بلدان المغرب العربي عن ممارسة الجنس مع أزواجهن، لكون هؤلاء الأزواج غير متعاونين معهن في شؤون الحياة الأسرية، هذا الفيلم الذي نجح -كما يؤكد المشاهدون له- في تقديم رؤية فنية جمالية رائقة ورائعة لموضوع حساس للغاية في الشرق العربي والإسلامي، من خلال عرضه لموضوعات لا تقل أهمية في حساسيتها عن الإضراب الجنسي للزوجات، حيث الفقر والجهل والقمع وسطوة الدين واستخدام الرجل للدين وسيلة للحيلولة دون إعطاء المرأة حقوقها، التي كفلتها الشرائع السماوية والأرضية،
كتب محمد الحمامصي عن الفيلم في صحيفة الإماراتية الإلكترونية مقالة بعنوان " النساء يُضربن جنسيًا عن الرجال ويطردن التشدد" : ( الفيلم ناعم نعومة الجسد الأنثوي، وحاد حدة طغيانه حين يتجلى، وذلك من دون أن تفقد المرأة صلابتها وقوتها وصبرها وجلدها على الشدائد، فهي تحمل صفائح المياه من ذلك البئر البعيد وسط الجبال، وتشق طريقًا ملتويًا وضيقًا أحيانًا ومملوء بالصخور الكبيرة والصغيرة، وتجمع الحطب وتحمله على ظهرها، فيما يجلس الرجال على المقهى لتناول المشروبات والحديث ولعب الورق.نجاح إضراب النساء عن ممارسة الجنس مع أزواجهن، رغم ويلات الضرب التي عانينها من هؤلاء الأزواج، تبعتها خطوات تصعيدية أخرى، تمثلت في مواجهتهن، والخروج إلى المقهى الذي يجلسون عليه، ورفع لافتة تطالبهم بالقيام بمسؤوليتهم، ثم الخروج إلى سوق المدينة، وتشكيل حلقة غنائية راقصة تفضح تقاعسهم وتدفعهم إلى التخفي.). ويختم الحمامصي بالتأكيد: على (إن العمق الإنساني والسلاسة والبساطة الآسرتين غير المتكلفتين، اللتين صنع بها الفيلم، وطرح قضايا ذات حساسية عالية في مجتمعاتنا الشرقية، تؤكد أن كثيرًا مما نقدم من أفلامنا مجرد زعيق بلا معنى. ).
هل يمكن تصور حدوث مثل هذا الأمر في مجتمعاتنا على أرض الواقع..؟ وهل ستتنبه النساء المقموعات والمضطهدات وما أكثرهن إلى هذا السلاح الخطير الذي تمتلكه وتبدأ باستخدامه كما سبق واستخدمته النساء في تلك البلدة الكولومبية الصغيرة مؤخراً، وتتمكن من رفع الظلم الواقع عليهنّ ومساواتهنً بهم، وتدفع بالرجال إلى الاهتمام أكثر بما تعانيه مجتمعاتنا من مشاكل وأزمات وبما يساعد على خلاصنا جميعاً من الاستبداد السياسي والديني، ومن الفقر والجهل ..و..و..!!؟؟
ترى ماذا سيحدث لو امتنعت النساء في مجتمعاتنا عن مضاجعة أزواجهن وأغلقت سيقانها في وجه الرجال، ما لم تُلبى مطالبهن ..؟ سؤال من الصعب الإجابة عليه..
http://all4syria.info/web/archives/34410