(11-02-2011, 08:47 AM)هاله كتب:  و تساءلت: لماذا لم نسمع عن كل هذا الارهاب الاسلامي الا بعد ذلك السقوط السوفييتي؟ أليس الاسلام هو نفس الاسلام؟ فلماذا صار اليوم ثورا كثرت سكاكينه؟ أليس لان أمريكا أرادته كذلك فكان. و كان أيضا أن بصمنا و رحنا نوزع لها اسطواناتها؟

لعدة اسباب منها:
١- لم يكن الغرب يولي اي اهتمام لمسألة التطرف الاسلامي، وكان يعتقد ان الاسلام دين كغيره من الديانات علاقة عمودية بين الله و عبده ، و لم يكن يعي انه يصلح لأن يكون ايدولوجية سياسية متكاملة تفرز احزاب ذات نظرة عنصرية و شمولية على غرار الاحزاب القومية المتعصبة، كالحزب النازي.
فالمقولة التي يرددها الاسلاميون، بأن بيع القرآن في امريكا تضاعف عشرات المرات، بعد احداث ١١ سبتمبر، مقولة صحيحة مائة بالمائة، و لكن ليس اقبالا على الاسلام كما يدعي هؤلاء، بل رغبة ملحة من قبل المواطن الامريكي، لمعرفة تلك الافكار التي تحمل شخصا في ريعان صباه، لأن يقطع الاف الاميال و يخطف طائرة و يضربها ببناية ليقتل الاف المواطنين الابرياء من الذين لا تربطه بهم اي نوع من العلاقة.

٢- التطور تكنولوجيا الاعلام، فمثلا حتى قبل ٢٠ عاما فقط، لم يكن احد يصدق ان هناك اضطهاد للاقباط في مصر. و كانت المصادر الاعلامية في تلك الفترة احادية الجانب، تصور القبطي و كأنه يعيش في الدول الاسكندنافية من فرط احترام المجتمع المصري له، بدليل وجود كنائس و وجود وزير قبطي واحد في كل حكومة مصرية. فمع التطور الاعلامي مثل الفضائيات و النت، اصبح بالامكان فضح كل عمل و قول عنصري ضد غير المسلمين وتوثيقه بالصوت و الصورة و ارشفته بالنت من قبل اي منظمة صغيرة (مثل موقع ممري memri).
مثلا في السابق و دون تكنولوجيا النت لم يكن من الممكن اقناع اي مسلم، مهما بلغت درجة اعتداله بانه ما زال يوجد رجال دين مسلمين في وقتنا الحاضر يدعون الى حرب دينية لسبي النساء و كسب الغنائم لحل المشاكل الاقتصادية و الجنسية لدى المسلمين!

٣- ايضا مع تطور التكنولوجيا اصبح سفر الافراد اسهل و اكثر و اسرع، مما زاد من انتشار المتطرفين اكثر في الغرب، و اصبح تنفيذ عمليات ارهابية مروعة، عن طريق تفجير طائرات باستخدام اسلحة بسيطة ممكنا اليوم، بينما هذا لم يكن ممكن قبل خمسين عاما مثلا.

٤- ازدياد الوعي الثقافي لدى الكثير من المسلمين المعتدلين و غيرهم من الاقليات التي تعيش بين ظهرانيهم، وضع الاسلام السياسي على طاولة النقد، ونبه الى خطورة التوجهات السياسية للاسلاميين، بينما لم يكن ليجرؤ احد قبل خمسين سنة، ليشكك فقط في عدم عدالة نظام الميراث في الشريعة الاسلامية. و اقصى ما استطاع فعله المتنورون الاسلاميون و المسيحيون في بداية القرن العشرين، للخروج من مستنقع التخلف، الذي وضعتنا فيه الامبراطورية العثمانية، هو الهروب الى القومية العربية دون الاقتراب من الفكر الاسلامي،و دون الوصايا بمعالجة المشكلة من جذورها فيما يتعلق بالمساواة و تحرير المرأة مثلا.