Pinnwand-Fotos
على عكس التوقعات، وافق النظام على الورقة العربية بكامل شروطها:
منذ الغد يجب أن يحصل ما يلي:
- وقف أعمال القتل التي تقوم بها قوات الأمن والجيش
- سحب قوات الجيش والأمن والشبيحة من الشوارع والمدن، وإزالة كافة الحواجز الامنية والعسكرية المحيطة بالمدن والأرياف
- دخول القنوات الفضائية بمن فيها قناة الجزيرة (المغرضة) والسماح لها بحرية التحرك في كافة أرجاء سورية
- الإفراج على جميع المعتقلين الذين اعتقلوا منذ بدء الأحداث.

أعلم أن النظام إن نفّذ هذه الشروط فإنه يكتب آخر فصوله فعلياً، وستنزل الملايين إلى الشارع، وسيحسم الأمر، لكن النظام ليس غبياً ليفعل ذلك، لذى تقتضي الحكمة السياسية أن نورّطه في الأمر وأن لا نتخذ موقفاً عدائياً تجاه قرار الجامعة، بما فيه حوار القاهرة الذي يجب أن يكون فيه المجلس الوطني على رأس ممثلي الشعب.

إن إفشال الشارع التظاهري والمعارضة الناطقة باسمها، ورفضهما للقرار ستضعنا في مواجهة خاسرة مع الموقف العربي والدولي، وستسحب عنا الدعم العربي والدولي الذي نسعى إليه، والذي يلقى تعاطفاً كبيراً الآن، كما أنه سيجعل كلاً من روسيا والصين تتمترسان خلف النظام الذي سيظهر أنه هو من سعى للحل لكن المتظاهرين والمعارضة هم من أفشلوه.
شخصياً أنا متأكد ومقتنع بأن هذه النقطة تحديداً هي التي جعلت النظام يوافق على القرار، وهو يراهن على إفشال المعارضة له لينقذ نفسه، ويجد الحجة التي يريد، ويغير قواعد اللعبة.

أعرف أن المشاعر ملتهبة، وحرارة الدماء تغشو بصيرتنا مع الإجرام اليومي الذي يمارسه النظام، وأن الشارع يرفض الحوار، لكن أرجوكم ألف مرة، وأبوس أياديكم أن نكون أذكياء في هذه اللحظة التاريخية، وأن لا نسمح للعواطف أن تتغلب على عقولنا، وأن ننظر إلى مصلحة الثورة السورية ككل في تعاملنا مع هذا الحدث المفصلي، إذا كنا نرفض كلمة حوار فلنسميه تفاوضاً، وهو كذلك فعلاً، وأنا أشكّ أننا سنصل إليه حتى لأن النظام سيتابع جرائمه خلال الأسبوعين الذين يسبقانه.

أحبائي إذا ما نجحنا في توريط النظام ستكون الضربة القاضية لا محالة، لذلك لا تربكوا المجلس الوطني ودعوه يفعل ما يراه مناسباً للتعامل مع الأمر، بما فيه حرية اتخاذه لقرار المشاركة بالحوار، وأتمنى أن لا نرى أي لافتات رفض للقرار العربي يوم الجمعة، ففي هذا اليوم سيكون الاختبار الكبير، لنكن الأذكى والأوعى والأدهى، تحملنا كثيراً فلنتحمل بضعة أيام فقط.

هذا رأيي لكم أن تقبلوه أو ترفضوه، لكنني لن أسمح بالتخوين.