(11-02-2011, 02:17 PM)لواء الدعوة كتب:  

(10-24-2011, 08:15 AM)Kairos كتب:  

(10-23-2011, 04:46 PM)لواء الدعوة كتب:  ما حيرني في هذا الموضوع هو أمرين :
الأول : أن كايروس نسب الأمر للإسلام بسرعة البرق مع أنه يدرك تماماً بأن الإسلام يحرم مثل هذه الأفعال وينهى عن التنكيل والإنتقام بهذا الشكل وأن الأمر لو عرض على أي عالم ثقة متثبت لرفض ما حصل مع تبريره للقتلة على أنها فورة دم .

وكايروس سيقول لك لماذا: لأنه مضى أكثر من 1400 عام وكل ما جرى شيئاً مخزياً، منحطاً، مشؤوماً يتم ترديد نفس العبارات: "الإسلام منهم براء؛ هؤلاء لا يمثلون سوى أنفسهم؛ الإسلام يحض على مكارم الأخلاق والحضارة والرفق بالأسرى والمرضى والخ". بالطبع أنا أصدقك بأن معظم العلماء يدينون هذه الأعمال، إنما مع الأديان أنا أتبع منهجاً واحداً لا أحيد عنه، مقياسي هو: إذا كان الدين بالفعل يحض على كل هذه الزهور والفراشات والحرير الأملس الخ، فيجب أن يكون ظاهراً على ملامح معتنقيه، أي يجب أن أرى الخير يتدفق من وجوه المؤمنين؛ لكن بما أنني أرى عكس ذلك كلياً، فهنا أعرف أن هذه هي القاعدة، وإنه لأمرٌ مباح تقطيع الرؤوس وإغتصاب النسوة، وتفجير المباني وقتل المدنيين، ووو ودحش القضبان في الإست. —ثمّ ألم يقوموا بالتكبير في حين لحظات غنمهم بالإست؟

عندما يكون "الشواذ" هو تصرف الغالبية العظمى، فماذا يوحي لك ذلك؟
1.إما أن الأسس ضعيفة ومتخلخلة وبالتالي وجودها من عدمها هو هو؛ وبالتالي نحن أمام اناس ترفض حكم الحضر وتطالب بحكمها المتخلخل المُرهَق: أي شريعة الغاب.
2.إما أن النص هو مجرد واجهة، تقية، للحظات الضعف والوهن، ما تلبث أن تنسفَ بعدها كل النصوص وكل التقية متى اشتد وتر المؤمن، وبدأ المؤذن —المؤذن الحقيقي— يؤذن بضرب الأعناق.

أنت ما رأيك؟

أولاً : لا تقولني ما لم أقل ولا تقول التاريخ الإسلامي ما لم يقله ولا تقول الدين الإسلامي نفسه ما لم يقله ، أنا لا أتبرأ من التاريخ الإسلامي كما تقول أنت وأقول عن كل شيء كان منحطاً أو مخزياً ، لا بل التاريخ الإسلامي بخلافاته وممالكه فيه الكثير من الومضات المشرقة والصفحات الناصعة والإنجازات العلمية والعملية والإنسانية في كافة المجالات ، ولكن أضع الأمور في نصابها الصحيح ومسارها الموضوعي ولست مثلك مدفوعاً بعشرات الدوافع أولها الحقد وآخرها الإنبهار بحضارة الغير حتى أنظر للأمور نظرة سوداوية ، فعندما نتحدث عن الإستبداد في التاريخ الإسلامي فلا يمكن نسبه للإسلام بأي شكل من الأشكال لسبب واحد وهو أن الخلافة شورى ومشاورة كما قالت بذلك كل كتب الفقه وأجمع على ذلك العلماء ، وما فعله معاوية ومن بعده بقية الخلفاء من توريث للحكم كان الإسلام منه براء ، فكيف تنسب هذا الأمر للدين الإسلامي رغماً عن أن الموضوعية والحقيقة الواضحة ؟
إن الآف السنوات من فشل تطبيق النظريات الديمقراطية والإنسانية والمجالس البرلمانية التي وضعها فلاسفة اليونان لم يمنع من نجاحها في نهاية المطاف قبل خمسين سنة ، والإنتهاكات والمجازر والجرائم التي يرتكبها رواد الحضارة في كل مناطق وبقع ودول العالم لا تنتقص من قيمة النظريات التي وضعوها .

باختصار هو الفرق بين النظرية والتطبيق ، وقد يكون الفارق قليلاً كما كان الأمر مع النبي وأصحابه ومع الخلفاء الراشدين ، وقد يكون شاسعاً مثلما كان العصر في بعض عصور التاريخ الإسلامي وكذلك في عصرنا هذا .

ثانياً : بخصوص أفعال الشواذ فهي لا هذا ولا ذاك مما ذكرت ، لأنه باختصار عليك أن تنظر للأمر بموضوعية أكبر يا عسل يا حلو يا حضاري يا عقلاني يا علمي يا تقدمي ، هل ترى أن من ثار ضد القذافي هم الفقهاء أو حتى أبناء المساجد والحركات الإسلامية ؟ أم ترى بان الإسلام شريعة وسياسة مطبق في كل صغيرة وكبيرة ؟ إن من ثار هو الشعب الليبي بكافة أطيافه المتعلمة والمتخلفة والغوغائية والمحترمة مع العلماني والإسلامي وحتى الشيوعي ، كما أن الإسلام نفسه قد بقي مغيباً عن الشعب الليبي بعد ما مارسه القذافي من تجهيل وقتل وتنكيل لأبناء الحركات الإسلامية ، ورؤيتنا لبعض المشاهد المخزية لا يمنعنا من رؤية بقية المشهد الناصح مثل رفض الظلم والإقبال على الموت ومقاومة الطغيان ورفض سرقة الأموال وتسليم الكثير من صفائح الذهب والفضة للمجلس الإنتقالي .

ثالثاً : رأيي في المسألة هو أن ما حصل جزاء يتناسب مع ما فعله القذافي ، صحيح أننا نتمنى أن تحصل له محاكمة عادلة وأن يعامل بإنسانية لكن في نهاية المطاف هذه المطالب - الخيالية - لم تطلب حتى من شعب مثقف ومتحضر ومتعلم ومتفهم ومتدين في حالة مورس بحقه ما مورس بحق الليبيين ، كما أن نسبة الأمر للإسلام وشريعته أمر منافي لكل معايير المنطق والموضوعية ، فالثوار ليسوا سواء ، ففيهم الجاهل والمتعلم والعلماني والإسلامي والحال نفسه مع المجلس الإنتقالي ، مع العلم بأن القذافي قتل بطلقة واحدة على ما أعتقد من شاب طائش وما حصل معه قبل ذلك من ضرب وصفع يحصل أكثر منه ألف مرة في أكثر الدول زعماً للحرية والإنسانية لأو لنقل في الكثير من مباريات القدم عند انتهائها .

وأخيراً القذافي صفحة وطويت وإنتهى مآلها وحالها وأحوالها ، والمهم هو مستقبل ليبيا الآن في ظل الظروف الراهنة ، لنتوحد للدعاء لأهل ليبيا وتمنى الخير لهم ، أفضل من مناقشة هكذا قضايا .

تحياتي .