مثلهم ومثل القضية يا بهجت كمثل رجل تم سلبه 10000 جنيه على سبيل المثال، وصفعه، فهب قوم لنجدته زاعمين، وأرادوا بدل العشرة آلاف تعويضا مليون جنيه، وقطع يدي ورجلي ضاربه، وأن تصادر أمواله المنقولة والغير منقولة، وأن يطرد من البلد، ويتم إخصاؤه قبلا، وأن يشرد أولاده وزوجته.. الخ...


فكل من سيسمع طلبات محامي الدفاع، سيزهد في القضية العادلة للرجل الأول، بل لعله سيشعر بالحنق تجاهه وسيبغضه في قلبه، والرجل المسكين لا يملك أمر نفسه، لأن محاميه قبل كل شيء قام بالحجر عليه والوصاية على شأنه.


لماذا لا يتحرك القوم كمصريين تم ظلمهم، ويصر البعض على تقديمهم كأقباط والبابا شنودة ناطق بإسمهم؟

البابا شنودة بابا في المسائل الروحية، بنص الإنجيل، وحين يتحرك في القضايا العامة التي لا تخص الروح فإنه يتحرك كنظير جيد وليس كبابا الأقباط وبطريرك الكرازة المرقسية.. هل يقبل أبانوب وأقباط المهجر هذه المعادلة، وهل يقبلون أن يتحرك المصريون كمصريين لرفع الظلم عن فريق منهم؟

وهل يقبل الأقباط ككل أن نتحرك لرفع الظلم عنهم وعن شهود يهوه وعن الأدفنتستيين وعن البهائيين وعن الكنيسة الأرثوذكسية المنشقة تحت رئاسة الأنبا مكسيموس؟ حين يطلب الأقباط حقهم في بناء كنيسة، أفليس من حق شهود يهوه أيضا أن يبنوا معابد لهم، أوليس من حق الكنيسة الأرثوذكسية تحت رئاسة الأنبا مكسيموس أن يبنوا كنائس لهم؟ هل يقبل الأقباط هذه المعادلة أم يريدون أن يبنوا الكنائس لهم فقط؟

أنا أرى حق الجميع في بناء ما يريدون من معابد، ولا أرى في ذلك حرج ولا تعارض مع ما أعتقد من عقيدة سياسية أو دينية... وأرى أنه يحق للأقباط دعوة المسلمين علنا للحوار في دينهم في شوارع مصر، كما أنه من حق شهود يهوه أن يطرقوا جميع بيوت الأقباط للدعوة إلى دينهم، والمسلمين سواء بسواء، لكن هذا ليس بممكن عمليا لكنه من الممكن تأصيله قانونيا بانتظار تقبل الناس جميعا للآخر وحقه في الخلاف والكفر بما نعتقد. لكل امرئ الحق بأن يؤمن أو أن يكفر، والله الذي سيحاسبه، ولي أن أدعوه لما أرى كتاجر يدعو لبضاعته، فإن أحب فنعمّا ذلك، وإن كره فامرؤ وما أراد لنفسه.