(11-07-2011, 09:39 PM)Kairos كتب: لقد توقفت عن القراءة عند أول جملة، ولم أتكبد العناء في التكملة.
فأولُ الدنِ دُردي:
اقتباس:هل تستطيع اثبات ان نيتشه لم يقل هذا الكلام بخصوص القومية الالمانية وأنها ارقى القوميات ؟ ألا تدري ان نيتشه متناقض ؟ الم تثبت لك الكثير من تناقضاته ؟ اذا انتقد الالماني فهو ينتقد الدين ، لا ينتقد العنصر .
لاحظوا معي الجملة أعلاه، فبعدما قمنا بدحض الخرافات والمغالطات الوراقية هنا: http://www.nadyelfikr.com/showthread.php...1026818634
يأتي زميلنا الوراق ليطالبني بإثبات ما ليس موجوداً!
تماماً كبقية المسلمين يطالبونك بالدليل على عدم وجود الله، وعجبي من هذه العقول.
—تفضل زميلنا الوراق بما أنّك مرجعاً نيتشوياً أن تتفضل وتضع لنا بالصور من كتب نيتشه ما تفضلت ووضعته على لسانه.
الإنشاء والنثر موقعه في ساحات الأدب، في ساحة الفكر الحر تتفضل بعرض مراجعك، كما فعلنا في ردنا عليك.
بإنتظار الإجابة، ثمّ نكمل حينها إن أتانا جواباً.
***
العزيز حائر حر 
الادعاء بعدم الوجود لا يكون إلا بما يمكن الاحاطة الكاملة التامة به . وهل احطت بكل ما قاله نيتشه ؟ حتى من غير المترجمات ؟ مجدي كامل هذا مؤلف وله مراجع ، ولكن انت : أين كتبك عن نيتشه ؟ إذا منطقيا هو الأقرب منك للحكم بوجود تلك العبارة او عدم وجودها ، لأنه عمل دراسة و اصدر كتابا عنه ، وأنت لم تفعل ذلك .. و الناس تعتمد على المراجع المكتوبة ، وليس على ادعاء شخصي لمجهول ..
وحتى لو كان كلامك هو الصحيح وكلام مجدي كامل خاطئ ، فالتبعة عليه ، لأنه هو مؤلف الكتاب ، ولست أنا ، فأنا مجرد قارئ و ناقد ، والنقد من حق الجميع وليس حكرا للمتخصصين ومؤلفي الكتب . و أنت المدعي ، والبينة على من ادعى .. عليك ان تنقل كل كلام نيتشه حرفا بحرف ، وتقدمه للمؤلف ، حتى يعرف الجميع انه لم يقل مثل هذه الكلمة ، وليعيد طباعة كتابه مرة اخرى بعد التصحيح ، حينها سنقول مثلك أنه لم يقل تلك العبارة ..
في حالة اثبات عدم الوجود (عدم وجود سم في الطعام – عدم وجود اله وخالق للكون – عدم وجود كلمة محددة في نص محدد ) ، فإنه يجب الإحاطة بكل أجزاء الشيء لكي يتم الإقرار بعدم الوجود فيه . فمثلا مجموعة اشخاص تبحث من بينهم عن شخص اسمه سالم ، فيجب ان تعرف اسمائهم كلهم لتقول ان هذه المجموعة لا يوجد بينهم شخص يدعى سالم .
لا يحق الادعاء بعدم الوجود إلا لمن احاط بالوجود ، وإلا فالإدعاء باطل . (قانون) ، وتـُقـَدّم الإحاطة بالوجود مرفقة بالإدعاء معاً . و هذه القاعدة ملازمة لكل من ادعى عدم وجود ، اذاً ادعاء عدم وجود اله ، وبدون حصر لكل الوجود ، في هذا الكون او غيره ، يعتبر ادعاء لا قيمة له وغير منطقي ولا علمي . وهذه اسميها مغالطة (الإدعاء العريض) .. العاقل لا يصدر مثل هذه الادعاءات ؛ لانه يعلم أنه سيـُطالـَب بالاحاطة ، وحينها تكون كلمة : لا ادري بوجود من عدمه ، اعقل من كلمة : لا يوجد .
وأي انسان صاحب عقلية علمية لا يلجأ إلى الادعاء العريض ، في الوقت الذي نرى فيه الملاحدة يدعون العلمية ، ويدعون عدم وجود اله !! الادعاء العريض و العلمية على طرفي نقيض ، وهذا في اي موضوع : فكلما ادعيت عدم وجود ، مع عدم احاطتك بالوجود ، فأنت واقع في مغالطة الادعاء العريض كما اسميها .
ادعاء الوجود لا يحتاج منك الاحاطة الكاملة بكل الموجودات ، اي أنك لست محتاجا لغير ذلك الموجود لكي تثبت وجوده ، وبالتالي انت لست محتاجا للاحاطة . وهذا اسميه الادعاء المقبول (أو : النظرية) . ومن هنا نجد ان اصحاب الاديان اقرب الى العقلانية من الملاحدة .
معرفة كل الوجود تقتضي الاجابة عن كل الاسئلة ، و ليس عن وجود الاله فقط ، وهذا ما لا يملكه الملاحدة ولا يدعونه . اذا هم واقعين في مغالطة عقلية جوهرية .
صاحب الادعاء المقبول يـُطالبه الناس بالادلة ، التي تشير الى وجود ذلك الموجود . اما مدعي العلم الكامل ، فإنه يـُطالب بالإثباتات الكاملة اليقينية ، بما فيها المشاهدة والتجربة . وهكذا يكون الإيمان من نوع الادعاء المقبول .. والعلم الثابت من نوع الادعاء العلمي اليقيني ، كالرياضيات .. والإلحاد من نوع الإدعاء العريض الغير مقبول منطقيا ، والخالي من الادلة ، لانه لا يملك ولا يقدم الإحاطة المسبقة بكل الموجودات قبل ادّعائه ، وبما أن هذا لم يتم ، إذا لا يقـُبل هذا الادعاء من الاساس في قوانين العقل . وهنا يموت الالحاد عقليا ..
نفي الوجود يحتاج الى حصر لكل الموجود المتعلق به . فإذا قلنا : لا يوجد اقلام في الدرج ، فنحتاج الى حصر كل شيء في الدرج . واذا قلنا : لا يوجد اقلام في المنزل ، فهنا توسـّع مجال الحصر ، و بدأنا الدخول في الإدعاء العريض . وإذا قلنا : لا يوجد في المدينة او البلد اقلام .. أوغلنا اكثر في الادعاء العريض . وإذا قلنا : لا يوجد قلم في العالم !! فهنا ثبت الجنون !!
لاحظ انه مع كل مرحلة ادعاء عريض ، تقل القيمة العقلية للمدعي ، فما بالك على من يحكم على كون ٍ لم تصل اليه عنه اي معلومة ! فإذا كنا قد ضحكنا على صاحب القلم وإدعاء عدم وجوده في البلد ، فماذا سنفعل مع من يدعي عدم وجود شيء في كون لا نهاية له ؟ و كل معرفتنا عنه لا تساوي هباءة في بحار من الجهل ؟؟!!
شكرا ..