(11-09-2011, 10:43 PM)رحمة العاملي كتب:  

(11-09-2011, 02:53 PM)فضل كتب:  فى سوريا نشات ثورة سلمية قبل عدة اشهر مستلهمه ما يحدث فى الاقليم والشعوب العربية الشقيقة ,منذ البداية تعامل النظام السورى باستخدام اشياء لا تستخدم فى اى مكان للتعامل غضب شعبى , استخدم الجيش بدباباته ومدفعيته الثقيلة واحيانا طيرانه , وخلق شريحة مليشيوية شبه نظامية تسمى الشبيحة , التى بدات بدات تهاجم المجتمع المسالم باقذر الطرق العدوانية من قتل واعتقال وتنكيل وفى نفس اللحظة بدات حملة اعلامية منظمة من النوع القديم الحملات الدعائية الجوبلزية لشيطنة المجتمع

الامور طالت جدا وسلوك النظام لم يترك مجالا للعودة بل وصل لحالة القطيعة النهائية واستمر فى غية وعدوانيته
فى هذه البيئة العدوانية التى طالت كثيرا فمن غير المتوفع ان تستمر نفس الاساليب التى استخدمها فى بداية الثورة هى نفسها التى ستسخدم الان , وفيما بعد الجيش سيتفكك ببطوء ( بطريقة التعفن البطىء والارهاق ) , ستبدا بالظهور قوى تحمل السلاح فى مواجهة قوات امن النظام , هذه الظاهرة ستتسع و بقوة شديدة تدريجيا , وعلى الارجح وخلال فترة قصيرة ستكون قادرة على تشكيل توازن عنف مع النظام , خصوصا ان الوضع النفسى للناس بدا بقبول ذلك بسبب بطش النظام الذى لم يتوقف على امل انهاء حراك المجتمع وعودة الامور لسابق عهدها , وعدا ذلك سيبدا تفكك فى الاقتصاد والتركيبات الاجتماعية , وسيكون هناك تدخل خارجى يتصاعد كلما طالت الازمة .

سيكون سقوط النظام دمويا دمويا وتراجيديا

النظام لم يستمع فى الايام والاسابيع الاولى لصرخات المجتمع التى كانت اقرب للتوسل عبر هتافهم سلمية .. سلمية .. النظام شعر باهانة كيف من حق الناس ان تخرج للشارع .. من سمح لهم بذلك كما اعتاد فقد توفع ان عليهم ان ياخذوا الاذن مسبقا حتى قبل ان يتنفسوا

شعار سلمية سلمية .. تقادم ... لم يعجبكم منذ البداية يا رحمة العاملى .. فحتى عندما كانت فعلا سلمية .. سلمية كانوا بالنسبة لكم ايضا عملاء

عزيزي د. فضل
من سيسقط ليس النظام ، بل سوريا كدولة هي التي ستسقط
لسبب بسيط
وهو ان سوريا لا تشبه لا مصر ولا تونس ولا ليبيا سواء بنظامها ودورها الاقليمي او بتركيبتها الاجتماعية والسياسية
سوريا اشبه بلبنان وبالتالي مصيرها اقرب الى النموذج اللبناني من التفكك والانقسام والتيه
وهذا ما يعمل عليه القائمون الفعليون عن الثورة في سورية وهم اميركا واوروبا وعربهم بمالهم واعلامهم وتحريضهم ورعايتهم ، وكل حياد من موضوع التدخل الخارجي بسوريا من هؤلاء يعني غباء مطلق مع احترامي لك لان اجندتهم لا علاقة لها بشعب سوري او مطالبه او كرامته وحريته .

وبما ان الامور تقاس بخواتيمها فلا داع لموال (السلمية) الذي كان مجرد فقاعة اعلامية لم تصمد رغم كل التزوير الذي قاده اعلام من يقرر في الموضوع السوري
نحن الان ازاء وضع لا يمكن معه دفن الرأس في الرمال والتغاضي عما لم يعد مستورا في النفاق الدولي الذي يستعمل اسم المعارضة السورية كواجهة للتدخل العسكري والسياسي في سوريا ،واكبر معارض سوري خارجي راسماله شاهد عيان يديره عزمي بشارة وبرنار هنري ليفي ،حتى الجامعة العربية لم يعد لها دور الا الوكالة عن الغرب في حمل ملفاته الاستنسابية والا اين الموضوع اليمني والبحريني والليبي والفلسطيني في اهتمامات الجامعة العربية
هذا من ناحية ، ومن ناحية اخرى
وبما ان المعارضات المتنوعة واعلامهم الخاص بالدول المعادية لسوريا من منطلق دورها ، اثبتت الوقائع ان هذه المعارضات لا تمثل شعبيا في سوريا الا مسلحيها الذي يسعى الغرب حاليا لتكريسهم كمنشقين عن الجيش ،هيك وبكل وقاحة في نظر الاعلام المعادي لسوريا يصبح ارهابيو القاعدة وذباحي العرعور والشهال والشقفة منشقين عن الجيش السوري (شو هالاخلاق العسكرية هيدي)
ما يحدث في سوريا عزيزي فضل هو نفسه المشهد الذي رأيناه في لبنان بعد سنة 2005 لكنه فشل وسيفشل لا محالة في سوريا ايضا
قس هذا على ذاك وفهمك بزيادة

وانا فعلا بت اخشى تطورا مشابها لما فى لبنان لكن على مستوى مصغر ولفترة محدودة بحكم ان لوحة الموزاييك فى سوريا مختلفة فهناك كتلة حاسمة وما عداها اقليات اذا اخذنا التوزيع الطائفى كما تفترض مقارنة مع الوضع اللبنانى ( حيث تصعب المقارنة بالاساس لان العقد الاجتماعى فى لبنان نشا تاريخيا بل يمكن القول توافقيا على اساس تنظيم طائفى للنظام السياسى فى لبنان هذا غير قائم فى سوريا ويصعب تخيل نشوء هكذا عقد اجتماعى فى سوريا بالمطلق)

منذ اشهر يا رحمة انت تناكفنى لقد كان هناك امكانية لتطور فى الاحداث مختلف كليا عما يحدث الان
فى البداية فعلا كانت الامور هى انفجار الوضع الداخلى السورى لاسباب سياسية اجتماعية وبطريقة سلمية تماما فى ظل بيئة انفجرت فى المنطقة عموما وانتقلت لسوريا بالعدوى بحكم طبيعة التشابك بين ابناء المنطقة هذا كان متوقعا ومفهوما وطبيعيا جدا وعفويا وبدون اى قيادة او حتى مطالب محددة سوى بعض العموميات المتعلقة بالحرية والكرامة
لكن ما حدث فى البداية كان فظيعا وسيدفع النظام ثمنه
اولا هو بدا يسوق على انه يخوض حربا ضد مؤامرة خارجية ( بمعنى انكار مطلق لطبيعته التسلطية المتخلفة وان العيب فى المجتمع نفسه الذى يدار ضمن مؤامرة كونية )
وهو ثانيا قيم ما حدث فى مصر وتونس وانهيار انظمتهما على انه كان نتيجة خلل فى قدرتهما على ادراة حل امنى وزج كامل طاقتهم فى هذا الاتجاه .. النظام تصور نفسه ذكى وخارق للعادة وغير قابل للوقوع فى خطا مبارك وزين العابدين فقام بزج كل ما يملك من مؤسسات امنية وعسكرية دفعة واحدة واخترع فوقها مليشيا الشبيحة على امل الوصول لوضعية يحسم فيها الوضع سريعا جدا ويكتم حراك المجتمع وبعد ذلك ان يبدا ببعض الخطوات الاصلاحية التجميلية وعلى مزاجه وظل النظام صامتا لاسابيع طويلة منتظرا اللحظة التى يستطيع فيها السيطرة على الاوضاع ثم يخرج رئيس النظام بخطبة عصماء عن الاصلاح .. انتظر طويلا ولم ينفع الحل الامنى ومنذ بدايته ثم خرج بخطابه الابله الذى كان بلا معنى ومكتظ بالضحكات الهيستريائية
وبدل ان يستنتج ان نوذجه للتعامل مع الوضع لم ينفع و انتهت صلاحيته ويجب البحث عن مسار اخر استمر فى نفس السيناريو وصار اسيرا له عاجزا عن الخروج منه

طبعا نحن فى زمن اخر لم تعد فى الدولة القومية لها مطلق الصلاحيات على مواطنيها

النظام سيسقط الموضوع مسالة وقت ليس الا لكن فعلا الثمن الذى ستدفعه سوريا سيكون مرتفعا جدا للاسف