{myadvertisements[zone_1]}
حكمة الأنهار الأربعة في القرآن
صالح أبوبكر غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 11
الانضمام: Nov 2007
مشاركة: #1
حكمة الأنهار الأربعة في القرآن
في تفاصيل وصف نعيم الجنة نجد هذه الأنهار الأربعة : أنهار ( الماء - اللبن - الخمر - العسل ) كصورة تعبيرية جمالية ، كثير منا يتصورها بشكلها الحسي و لكن البعض لا يراها كذلك ! و كلٌ له وجهة نظره ، غير إن الإختلاف في هذا الأمر لا ينفصل عن جزئيات أخرى سواء في تفاصيل نعيم الآخرة أو عذابه أو معجزات الأنبياءو منها الصور البديعية التي ذكرت في الإسراء و المعراج ، و هذا ما سأفصله هنا ، و سنرى كيف ان هذه التفاصيل في الجزئيات المختلفة تتصل ببعضها و تتكامل بصورة عجيبة لتؤدي إلى نفس الفكرة ، وسنرى كيف إن ما ورد عن نعيم الجنة من تفاصيل يمثل صور تعبيرية جمالية عن أمور أبعد و أعمق من النعم و الملذات الحسية ، رغم ان البعض أخرجها الى الواقع بصورتها المادية الحسية إما بقصد التورع عن التأويل كما فعل السلف أو بغرض التشويه كما فعل الملاحدة و بعض المنصرين مستفيداً من النظرة السائدة في التراث الإسلامي في هذا الشأن ، فهذا ابن الراوندي المتوفي سنة 245 هـ مثلاً يقول – فيما نُقل عنه - :" في وصف الجنة (فيها أنهارٌ من لبنٍ لم يتغيّر طعمه). وهو الحليب ولا يكاد يشتهيه إلا الجائع. وذكر العسل ولا يطلب صرفاً، والزنجبيل وليس من لذيذ الأشربة، والسندس يفترش ولا يلبس وكذلك الاستبرق الغليظ من الدّيباج." و بغض النظر عما اذا كان قال ذلك فعلاً أم أنّه نُسب إليه فهذا القول يعكس نزعة ظاهرية لفهم النصوص الدينية التي هي ذات صبغة روحانية في أغلب الأحوال ، و قبل أن نركّز على شجب هذه الأقوال هنا على اظهارها لبعض نتائج هذا الأسلوب في الفهم علينا أن نعرج على الآيات الكريمة ولنقرأ قوله تعالى في سورة محمد :
" مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ "
فلو تمعنا و تدبرنا في هذه النعم الغذائية الأربعة ، و لماذا اختيرت من بين النعم الكثيرة على هذه الأرض لوجدنا أنها تتفرد بدلالتها على القصد و التصميم المسبق من الله عز و جل في تسخير المخلوقات لخدمة الإنسان بأوضح شكل ممكن ، فلا يوجد في الأغذية التي يعدها الإنسان و يطبخها ما يضارع هذه الأغذية المعدة في هذه المصانع البيولوجية ، انظر معي الى هذه الآيات من سورة النحل : " وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ * وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " أليست هي نفس النعم الغذائية الأربعة ؟ (الماء - اللبن - الخمر-العسل )، و لاحظ تعميم الخمر بقوله (سكراً و رزقاً حسناً) فشمل معها جميع العصائر المعدة من مختلف الثمرات ، فالله يمن على الإنسان بهذه النعم الغذائية و التي اتخذت وسائل أربعة مختلفة مسخرة لخدمة الإنسان ( الغمام - الأنعام - النحل - النبات) كمظاهر لمعاني صفات الله الخالق الرازق ، فهذه المصانع البيولوجية التي تتمثل في أجواف النحل أو الحيوانات أو الغيوم التراكمية تدل على معاني الربوبية و الرحمة من الله عزوجل كما ورد في قوله تعالى : "أعطى كل شئ خلقه ثم هدى " ، و رغم إننا ننظر الى الماء العذب مثلاً كبديهية من بديهيات حياتنا فإنه لولا الترتيبات المسبقة المتمثلة في عناصر الريح و الشمس و ما يتبعه من تبخير ثم تكثيف ثم تراكم و عمليات معقدة يصعب تصديق حدوثها عشوائياً أو بدون قصد أو هدف ، و لو أن الإنسان لاحظ كيف تقوم هذه الأشجار بإعداد و تصنيع الثمار بشكل مغلف و نظيف و مزيناً باللون و الطعم و الرائحة المحببة للإنسان لأدرك القصد و التصميم المسبق من رب خالق رازق ، و رغم أن لهذه الأمور أغراضاً أخرى مثل جذب الحشرات التي تقوم بالتلقيح فإن تعدد الأغراض لا يلغي الحكمة و هذا ما ينطبق أيضاً على النعم الأخرى . ................ (الى آخر البحث )

من يظن ان لديه رغبة في قراءة البحث كاملاً فليتجه الى http://salehbubaker.maktoobblog.com/
و أرجو أن أرى نقداً بناءاً من مختلف الإتجاهات من السلفية الى الحداثية




11-13-2011, 04:00 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
حكمة الأنهار الأربعة في القرآن - بواسطة صالح أبوبكر - 11-13-2011, 04:00 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  إستفتاء من هو إله أهل المذاهب الأربعة وأمثالهم البخاري أم محمد عليه السلام مؤمن مصلح 3 1,470 03-26-2010, 12:16 AM
آخر رد: على نور الله
  لماذا صلاة أهل المذاهب الأربعة والشيعة وأمثالهم فيها شرك؟؟؟ مؤمن مصلح 8 3,962 03-14-2010, 11:19 AM
آخر رد: بوشاهين البحراني
  أي حكمة وأي منطق من وراء نسب الرضاعة في الإسلام؟ philalethist 45 9,148 03-12-2006, 12:24 PM
آخر رد: philalethist
  ذكاء و حكمة الرب فى العهد القديم اين هما فى العهد الجديد ؟ الزعيم رقم صفر 1 811 04-20-2005, 08:24 PM
آخر رد: الزعيم رقم صفر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS