هالة

العنصر الاساسى فى الوضع السورى الان هو المشهد الداخلى نفسه ما يحدث من حراك خارجى اقليمى وقريبا دولى هو توابع لهذا المشهد بعض هذه التوابع بكل تاكيد انتهازى وسىء

شرح الوضع فى سوريا بسيط جدا .. لا اعرف كيف يمكن ان نبسط البسيط
سوريا جزء من اقليم جغرافى و قومى انفجر فى وجه انظمته وهذا الانفجار تمدد بالعدوى وقوة الالهام من بلد لاخر ولن يتوقف عند سوريا بل سيصيب لاحقا نفس الدول التى لم يصيبها لحد الان

ببساطة يمكن القول اننا امام عملية طبيعية تشبه الظواهر فى الطبيعة كدورة الشمس وتبدل الفصول الخ هناك انظمة تجاوزت خريفها منذ زمن طويل وبدات بالتساقط بقوة دفع داخلية لا يمكن ايقافها حتى لو لم تجد دعما خارجيا كما حدث فى سوريا فقد بقى الحراك السورى لاسباب كثيرة مهملا ومعزولا اقليميا ودوليا لفترة طويلة عتلى خلاف بقية البلدان لكنه بالرغم من ذلك لم يتوقف لان له عوامل اندفاع اصيلة وحقيقية وليس مجرد نزوة عابرة

كانت قراءة النظام السورى لما حدث فى البلدان العربية الاخرى وامكانية تكراره فى سوريا تذاكى يصل لدرجة العباء
قرائته كانت ان الانظمة فى مصر وتونس انهارت سريعا لان النظام هناك لم تكن لديه الجرأة على زج كامل قواه دفعة واحدة وبشكل حاسم لايقاف حركة المجتمع لذا ما ان انفجر الموقف فى سوريا ( والذى كان بشار الاسد ينكر امكانية نشؤءه اصلا ) حتى زج دفعة واحدة كامل ما يملك من مؤسسات عسكرية وامنية وخلق مليشيا الشبيحة كعامل مساعد وجيش الوضع بمسار طائفى على امل كتم حراك المجتمع سريعا ومن ثم ليقوم بتغيرات و اصلاحات مسيطر عليها لا تهدد نظامه وبقى النظام لعدة اسابيع فى حالة ارتباك وصمت اعلامى على امل الوصول لهذه اللحظة والتى سيخرج بعدها بشار بخطاب منسجم مع هذا التوجه لكن هذه اللحظة لم تأت فخرج بعدها الاسد بخطاب ملىء بالضحكات العصبية والتشنجية غير مدرك ان اللعبة باتت منتهية وان عليه تغيير المسار وهو للاسف لحد هذه اللحظة يراوغ ولم يدرك ذلك

الطغاة فى هذه المرحلة جلابون للغزاة

ليس صحيحا ان النظام السورى يختلف عن قطر او السعودية ففى اللحظات المفصلية وعندما كان مطلوبا موقفا حاسما وبدون لف او دوران كان يدخل فى تحالف عسكرى للقتال مع الجيش الاميركى .. اما فى لحظات الاسترخاء وطق الحنك فكان مع قطر والجزيرة يشكلوا ما عرف حينها بمحور الممانعة ... فالامور فى منتهى السيولة ولا يوجد محور ارتكاز كبير يمكن على اساسه تحديد طبيعة الدور الاقليمى لهذا النظام الكليشيهات الكلاسيكية التى كنا نسمعها فى الدعاية الثورية العربية فى السبعينات والثمانينات لم تعد مقنعه للمجتمعات
لكن بكل تاكيد انه نظام مثله مثل غيره نظام فاشل تسلطى من مخلفات حقبة الخمسينات والستينات انتهى عمره الافتراضى منذ زمن طويل وهناك حراك اجتماعى مستميت فى سوريا يرفضه لحد الموت

---

رفيق
بدات تلخبط يبدو انك عصبى وتشعر ان الامور بدات تاخذ مسارا مختلفا يبدو انك كنت تتوقع استمرار الوضع القائم كما هو عليه وان تحاور لسنوات وسنوات