زميلي بهجب هناك فرق بين الجيش المصري وبين المجلس العسكري ، المجلس العسكري هو الذي يمسك بزمام الأمور الآن وهو الذي يدير شؤون البلاد وهو كأي مؤسسة في النظام القديم عانى من الفساد والمحسوبية ولذلك إدارته للبلاد ستكون قاصرة وضعيفة ، ولذلك نقد المجلس ونقد أفعاله والمطالبة بحلول أكثر إصلاحاً هو أمر واقع ومحمود بل وواجب على كل مصري ومصرية حتى تبقى بوصلة الثورة في اتجاهها الصحيح .

أما الجيش قطعاً فهو خط أحمر لا يجوز المساس به وخصوصاً في هذه الأوقات ، والأساءة لسمعته ومكانته هو إساءة لمصر كلها ، فالجيش المصري من أقوى الجيوش العربية وأكثرها تطوراً وهيبة ، كما أنه أكثر الجيوش العربية أنجازاً على كافة الصعد والمستويات ، وهو بحق صمام أمان لمصر أولاً وللمنطقة ثانياً ، وضياعه هو أكبر خدمة مجانية لإسرائيل على المدى القريب والبعيد ، ولذلك كل من يحاول أن يمس بهيبة الجيش ووحدته هو خائن لمصر وللعروبة وللإسلام ولكل ما يمت لهما بصلة .

كيف لعاقل أن يدمر سلاحه الذي يحميه بيديه ويدعي بعد ذلك العقلانية ؟ مهما كان هذا السلاح متخلفاً أو فيه بعض الأضرار إلا أنه يحمي ويصون ويدافع ، فالأصل إصلاحه لا تدميره .

ورغم ذلك أعود وأكرر بأن هناك فرق بين مؤسسة الجيش الوطنية وبين المجلس العسكري ، لأن الثاني قبل أن يدخل العمل السياسية في هذه المرحلة الحرجة ولذلك يتوجب عليه أن يتقبل النقد والنصيحة بكل أريحية فضلاً عن كونه يجب أن يدرك بأنه لا يستطيع حكم البلاد وتسيير أمورها وقطعاً لو استمر في ذلك سينطبق عليه المثل القائل " شو فهم الحمار في أكل الجزر " ، فالأفضل هو إنهاء المرحلة الانتقالية في اقرب وقت وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية حتى تتفرغ الأحزاب ويتفرغ الشعب المصري لبدء الإصلاحات من جديد والعمل على النهوض بمصر .

وختاماً تحية لمصر ولجيشها .