(11-14-2011, 03:01 AM)ATmaCA كتب:  ولماذا ربط بين بذل الابن والايمان ؟ لماذا لايكون الاشتراط للحياة الابدية هو الايمان بدون بذل ابن (كما فى الاسلام مثلا من يعمل الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) او البذل بدون ايمان فتكون المغفرة للناس جميعا حتى يكون للبذل قيمة .. اما بهذا الشكل فالبذل ليس له اى قيمة لانه سيعذب بعض ابنائه (الكافرين) والعلة هى عدم ايمانهم .. فما فائدة البذل اذا ؟؟

يا زميل اتماكا .. قال أحد القديسين أن الله الذى خلقك بدونك لا يقدر أن يخلصك بدونك .. إذا كان الخلاص من خلال بذل الإبن بدون شروط وبدون موافقة الإنسان فما قيمته .. لا تنسى أن الله ميز الإنسان بالإرادة الحرة العاقلة وبتلك الإرادة سقط الإنسان فى المعصية والموت والهلاك .. فلا أقل من أن يختار الإنسان طريق الخلاص من خلال الإيمان بكفارة الإبن عنه على عود الصليب ويعمل أعمالاً تليق بالتوبة حسب وصايا المسيح .

الله فتح طريق الخلاص والفداء فمن أراد أن يقبل خلاصه وكفارته فالله يفرح به ويرحب به لأن الله يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون .. كما قال السيد المسيح من آمن وإعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن .

أما إذا كان الخلاص أتوماتيكى للجميع مؤمن وغير مؤمن بلا تمييز فأين إرادة الإنسان وكيف يبرهن الإنسان على إستحقاقه للخلاص ولنعمة الله .. فالله عندما خلق آدم وحواء ووضعهم فى الجنة أعطاهم إختباراً لكى يبرهنوا على عرفانهم وطاعتهم ومحبتهم له ولكى يبرهنوا أنهم يستحقون تلك النعم ويؤهلهم لنعم أكثر ولكنهم سقطوا فى الإختبار وعصوا الله وجحدوا نعمته .

فدائماً إرادة الإنسان هى التى تحدد مصيره لأن الله يريد من الإنسان قلبه وإرادته .. يريد من الإنسان أن يحب الله ويطيعه من كل قلبه ومن كل إرادته لأن الله هو مصدره وهو خالقه ..
أما الذى يبدى أى شئ على الله الخالق فلا يستحق الله كما قال السيد المسيح من أحب أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً أكثر منى فلا يستحقنى .

فالله هو المصدر وله ومنه كل المحبة وبغيره لا توجد محبة حقيقية .. فالإنسان يحب الله أولاً من كل القلب ومن خلال تلك المحبة الحقيقية يحب كل الناس محبة طاهرة حقيقية .