(11-13-2011, 11:03 PM)أبو نواس كتب:  الزميل الكريم
لا أعرف حقا لماذا تحرم الإسلاميين، أو أي جماعة أخرى، من حقهم بالتعبير عن آرائهم !؟

ولماذا أنت مسكون بالرعب منهم !؟

نحن ديموقراطيون، وأنا علماني حتى النخاع، وإذا جاءت الديموقراطية بالإخوان إلى الحكم فأهلا بهم. لأن هذا من حقهم.

الزميل ابو نواس،
في يوم من الايام، كنت اعتقد ان الاسلاميين يحفظون معاهدات و مواثيق بالرغم من كونهم لا ديمقراطيين بالطبع و العقيدة. و من هذا المنطلق كنت من اشد المتحمسين لدخول حماس الانتخابات الفلسطينية برغم من النتيجة المعروفة سلفا و هي النجاح الساحق للاسلاميين في الانتخابات فيما لو دخلوها، و لم يكن حماسي هذا ايمانا بحماس، بل رغبة حقيقية مني لان تمسك حماس بزمام السلطة فيجربها الشعب فيطلقها طلقة بائنة في الدورة الانتخابية المقبلة، فنرتاح من حماس و ممن عام عومها!!!
و لكن بما ان الاسلاميين لا يحفظون مواثيق و لا يؤمنون بالديمقراطية الا بالجزء الذي يفضي منها الى استلامهم الحكم فقط، قاموا بعملية انقلابية على المؤسسات الرئاسية التي اتت ايضا بالطرق الديمقراطية على السلطة و شطروا الوطن الى نصفين، و لم تفلح ولا مبادرة عربية او فلسطينية او اجنبية في اقناعهم بالرجوع الى الشعب تكريسا لأكثر الطرق الديمقراطية للخروج من المأزق، بعد ان ذاقوا متعة السلطة.
و لهذا، لا اصاب بالرعب فقط بل قل اصاب بالهلع، عندما أرى العلمانيين و الديمقراطيين يصدقون ما يقوله الاسلاميين عن الديمقراطية و عن مدى التزامهم بها!!! فلا يؤمن للاسلاميين جانب.

---

(11-14-2011, 02:00 AM)نوار الربيع كتب:  

(11-13-2011, 06:31 PM)observer كتب:  عزيزي رفيق كامل،
الذي اود ان تعلمه، اني لست مع سقوط النظام بسوريا البتة و مع اعطائه فرصة حقيقية للاصلاح. ليس لأن النظام بسوريا رائع بل لأن الشعب هناك ليس مؤهل لأن يأتي ببديل ديمقراطي يستطيع ان يمنع حمام الدم بعد سقوط النظام بسوريا!!!

طالما هذا الشعب يعيش في دولة الخوف فلن يكون مؤهلاً لاستيعاب أي ديقراطية إلى ما لا نهاية .

أي اصلاح حقيقي سينتهي حكماً إلى إسقاط النظام و في الشارع و عندها سنكون أمام نفس المعضلة .. "الشعب غير مؤهل للديمقراطية" و يمكن اضافة زيادة عليها عن احتمالات الثأر و الحروب الأهلية و التقيسم و الأفغانستانات و الأقليات و كل ذلك و أكثر .

ماذا ستقولون وقتها ؟ نريد اصلاحاً يحفظ للنظام سطوته و هيبته و يعطي الشعب قليلاً من الفتات .! إذن هذا ليس باصلاح و لا يمكن أن يؤسس لمرحلة انتقالية حتى في البلاد تنقل النظام من الحالة القمعية للحالة الديمقراطية بإشراك كافة مكونات المجتمع و كل هذه الأحلام المثالية المتخيلة للمستقبل الواعد لن تحدث .

ببساطة النظام لن يغامر و يقامر بتنفيذ اصلاحات توصله لحبل المشنقة .. هو أحمق لكن ليس بما فيه الكفاية لتنفيذ هذه الاصلاحات المطالب بتنفيذها بل أعطي الكثير من المهل و الفرص و أضاعها الواحدة تلو الأخرى بكل صلافة و عنجهية .

ثم بربك ماذا تعني "بفرصة حقيقة للاصلاح" .؟ لماذا أهدر النظام كل هذه الفرص برأيك لو أن لديه نية جادة للشروع بتنفيذ الاصلاحات .

هل ادخال وسائل الإعلام الدولية لتغطية ما يجري هو جزء من هذه الاصلاحات مثلاً .

هل إيقاف العنف و الإفراج عن المعتقلين جزء من هذا الاصلاح .!

و عليه نسأل لماذا لم يفعل أي شيء حتى الآن و لا بأضعف الايمان و ماحجتك بأنه يريد فرصة حقيقية للاصلاح بدل أن تكون فرصة حقيقة للانقضاض و سحق الحراك المعارض تماماً و تفصيل معارضة بمقاسه ترضى بما يرضيه خوفاً أو طمعاً .

للأسف فإن المطالبة باعطاء فرصة حقيقة للاصلاح هي الآن شعار كل من يقف خلف النظام .

و بافتراض عدم تنفيذ النظام للاصلاحات سنناقش نفس الاحتمالات التي نتهرب منها اليوم بحجة إعطاء فرصة حقيقية للاصلاح من الحروب الاقليمية و الصراعات الأهلية إلى التدخل الخارجي مروراً بالتقسيم و تهجير الأقليات لندور في ذات الحلقة المفرغة تبع "مقسوم لا تاكل و صحيح لا تقسم و كول حتى تشبع" .

هناك آية من القرآن حكيمة جدا تقول: لا يُغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم!!!
فلا يمكن ان تأتي الديمقراطية من غير الديمقراطيين. و دائما نقول ات اليمقراطية قيمة، و تعني احترام رأي الاخر و تعني المساواة المطلقة بين الناس بغض النظر عن اديانهم و اجناسهم و ليست الديمقراطية فقط صناديق اقتراع تقرر من يمسك زمام السلطة!!! عِلمك يا زميل، شعبك في معظمه لا يؤمن بالمساواة بين المسلم و غيره او بين الرجل و المرأة، فكيف سينتج هذا الشعب ديمقراطية؟!!!
ستقول يا زميل الى متى سنبقى هكذا تحت الانظمة الاستبدادية وهنا لا يمكنني الا ان اردد على مسمعك مرة اخر الاية الانفة الذكر و التي تقول: لا يُغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم!!!
فدون ان نغير ما بأنفسنا سنظل ندور في حلقة مفرغة و من نظام مستبد الى آخر اكثر منه استبدادا!!!