الزملاء المحترمون .

بداية أود أن أحدد موقفي منعا لأي التباس .
لست شيعيا و لست معاديا للشيعة ، اقتربت كثيرا من موقف الشيعة المقاوم في جنوب لبنان و المظلوم في العراق ، و ابتعدت أكثر عن حزب الله عندما استدرج إلى حرب شاملة مع إسرائيل 2006 م و عندما اجتاح بيروت 2008 م .. هكذا الصبار جم الفوائد و لكنه شوكي الملمس !.
أريد أن أناقش الزميل الكريم لواء الدعوة في مداخلته ، و أن أوضح وجهة نظري في موضوع المقاومة في العراق ،و هي غالبا لن تتفق مع وجهة نظر الأخ مهدي

.
حسنا .. أعتقد أن صديقنا لواء الدعوة شاب متحمس و لكنه ربما غير متمرس بالسياسة ، و السياسة ليست عارآ و شنارآ بل هي أيضا من أهم أدوات النضال لمن يجيدها . لن أبرر تصرفات الشيعة في العراق ، فالأغلبية لا تكون أبدآ متهمة ولا تحتاج أن تبرر تصرفاتها في وطنها !. رغم أن هناك بعض مناضلي المنتديات يضعون القضية العراقية برمتها تحت وصايتهم ، و لأني قد عرفت بما فيه الكفاية من قادة (النظال) و جماعتهم ، فإنك لو فكرت ولو على سبيل السهو و الخطأ صرت فورا مارينز حائزآ على نجمة دافيد ، و سيزداد الطين بلة لو نسيت بعض العبارات من أناشيد الثوري الصغير للصف الخامس ، هكذا سترى الحوار في الشأن العراقي أصبح نوعا من العذاب ، فكل الحوارات تصبح تراشقات طائفية بعد المداخلة الأولى أو حتى أثنائها .
أريد أن نخرج من هذا الإطار و نفكر كيف انتهت السياسة ( الخائنة ) للشيعة في العراق ؟. عجبا هذه الخيانة لم تكن سوى .. جلاء المستعمر الأمريكي .. استقلال تام للعراق .. مشروع دولة ديموقراطية تنتظر أن تقوم الأقليات بدورها الطبيعي كشريك نشط في الدولة و الحكم .
الشعوب يا سادة لها مطلق الحق و الحرية في تقرير أسلوبها الخاص لتحقيق أهدافها .. الحرب كما فعلت جبهة التحرير الجزائرية و حزب الله في جنوب لبنان ، مزيج من الحرب و السياسة كما فعلت فيتنام و مصر عندما استردت سيناء ، التفاوض و السياسة كما فعلت الصين عندما استردت " هونج كونج " ، كلاهما بالإضافة إلى الضغوط الشعبية كما فعل غاندي و شيعة العراق ، الجزرة و العصا كما تفعل إيران و هكذا . لا يمكن أن أقول للصين أنت خائنة عميلة ... الخ لأنك لم تقاتلي من أجل هونج كونج !، أو أقول لغاندي : " أيها العميل !..أعد الهند لبريطانيا و حررها بالقتال لاحقا !.

الهدف و ليس الوسيلة هو ما يعول عليه ،و الحكيم هو من يعرف أنك لا تصطاد الفيل كما تصطاد الأسد ، المهم ألا تعود خالي الوفاض أو أن يدوسك الفيل و يلتهمك الأسد! . وهذا تماما ما فعله شيعة العراق .. لم يعدوا خاليي الوفاض . أما مقاومة السنة فلا أريد أن أطلق تعميمات ولا أحكاما مطلقة ،و لكنها في معظمها أعمال إرهابية ضد الشعب العراقي نفسه .