علي روق وهدي أعصابك بالله ، لأنه شكلك لا تميز بين " الطسة " و " اللسة " هناك فرق بين إحصائية رسمية صادرة عن الجيش الأمريكي لا مجال فيها للتزييف أو التلاعب بالحقائق لأنها موثقة بالإسم والرقم ومكان القتل وكيفية القتل أيضاً وبين تصريحات لبعض الجنرالات أو بعض الصحف أو المحللين الأمريكيين ، وأظنك تدرك الفرق بين الأولى والثانية ، فمثلاً عندما يتحدث خاتمي الرئيس الإيراني السابق في حوار متلفز وموثق عن دور بلاده في إسقاط نظام طالبان وتقديم كافة المساعدات الأمنية للغزو الأمريكي فهذا كلام يؤخذ على محمل الجد لأنه صادر عن رئيس دولة لا يمكن أن يتحدث عبثاً ، كذلك عندما تصدر إسرائيل إحصائية عن عدد قتلاها سواء في فلسطين أو غزة أو لبنان فإنه من الطبيعي أن تؤخذ هذه الإحصائية على محمل الجد على الأقل كنوع من " أبسط الخسائر " .

ثانياً : يا عزيزي بغداد لا تسيطر عليها الجماعات الشيعية ، الجماعات الشيعية سيطرت مؤخراً وفي مناطق محددة ، بينما المدينة منقسمة بين السنة والشيعة وإلى عام 2006 تقريباً كانت النسبة الأكثر للسنة وستبقى كذلك ولكن يبدوا أن نسبتهم قلت وذلك بعد تقرير الأمم المتحدة عام 2006 أيضاً والذي يتحدث عن انخفاض عدد سكان بغداد من 6 مليون إلى 4 مليون شخص ، يعني ما يفوق 50% ولذلك وجود هذا الرقم الهائل من ضحايا الجيش الأمريكي معروف جداً ولو تأملت جيداً أماكن وجود هؤلاء الضحايا فستجدها في مناطق سنية خالصة ، أما الأنبار فنسبة الشيعة لا تتجاوز ال2% بعكس بغداد .

ثالثاً : حلوة هذه بامكان اي مقاوم أن يذهب لأي مكان في العراق ، يعني المقاومين الشيعة ذهبوا ليقاتلو في المناطق السنية وتركو مناطقهم بدون أي مقاومة حقيقية وفعالة .!
المصيبة أنك تدرك بأن كلامك هذا لا ينطبق على حرب العصابات وخصوصاً في الحالة العراقية ، فالمقاتل يبدع في منطقته لأنه يعرفها ويحفظها تماماً فيعرف ممرات الطرق ومداخل الجحافل الأمريكية ومتى وأين تمر ، وهذا يحتاج لمقاتلي المنطقة وأهلها ولا يحتاج لمقاتلين من مناطق أخرى ، الحالة التي فزع فيها المقاتلين من كل حدب وصوب كان في اجتياح الفلوجة .

رابعاً : يا حبيبي يا علي أنا لا أحب المناطحة ، أنا أذكر الحقائق كما هي ، وأنت تحاول ايجاد " ليات " لعنق هذه الحقائق فتارة تقول لي سكان بغداد أغلبهم شيعة وتارة تقول لي من يسيطر على بغداد هم الشيعة وتارة تقول لي بإمكان اي مقاتل أن يصول ويجول في أي بقعة في العراق .

خامساً : من قتل الجنود الأمريكيين في بغداد يمكن استنتاجه بمقارنة قتلى الجنود الأمريكيين في المناطق السنية والشيعية ، ومن خلال هذه النسبة يمكن معرفة من فتك بالجنود الأمريكيين في بغداد .

وطبعاً لا أنفي وجود المقاومة الشيعية ولكنها ليست بحجم المقاومة السنية ولا حتى بحجم نصفها أو ربعها وهذا يمكن استنتاجه أيضاً بالأرقام الماثلة .

وأخيراً بخصوص الاتفاقية الأمنية لك أن ترجع لرأي جميع الفصائل السنية ورأي هيئة علماء المسلمين لتدرك هل صمت السنة أم لم يصمتوا " ابتسامة " .

مع إحترامي وتقديري لرأي الدكتور فضل والذي ذكر بعض الأسباب الحقيقية للإنسحاب الأمريكي وليست حنكة السيستاني وحنكة الأحزاب الشيعية وشكراً لك وللجميع .