بس يا زميل أبا نواس، وجهة نظرك في الدين ليست بالضرورة صحيحة، ولسنا بالضرورة مطلوب منا تبنيها.

رؤيتك للدين كشأن شخصي لا تعني أن الآخرين ينبغي أن يروه كذلك، لا سيما إن وجدوا في دينهم ما يجعله شأن عام مهتم بكل شيء.

قد يكون هؤلاء الآخرين أحسنوا فهم هذا الشأن العام أو أساؤوه، لكنه لا يجعل الدين بالضرورة شأنا شخصيا لسوء الفهم، وكيف يكون شأنا شخصيا وهو يشكل ذوق الإنسان وعقليته ونفسيته وسلوكه منذ الطفولة، ثم يحدد له الفضاء الاجتماعي الذي يتحرك فيه كإنسان، ثم يحدد له زاوية ينظر فيها إلى الحياة والكون والإنسان.

وهذا كله سهل إثباته من القرآن منفردا دون خوض في أحاديث وسنن قد يعترض فلان وعلان على صحة ثبوتها عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

طبعا، لا أستطيع أن أجيب على كمّ الهلع من الآخر، ولن نقول الخوف، فنظرا لإفلاس أصحابنا، فقد باتت دعوتهم لنحلتهم تقتصر على شتم الناجحين.

يعني مع رفضي لمناهج الإسلاميين التقليديين وتحجرهم الكلسي، لكنني لا يمكنني إلا أن أعجب بكيفية حصولهم على الشارع رغم القمع الشديد والتعذيب وهتك الحرمات وسفك الدماء.