لم يقُل —أي تأبط شراً— حكّ اللحم باللحمِ، إنما إستخدم تعبيراً أخراً: "إدخالِ اللحمَ باللحمِ" —أو على الأقل هكذا مرت معي.

***

ركوب اللحم: ركوب الخيل

***

حاولت تجربة النباتية، فإكتشفت أنّي لست معداً لمثل هكذا أمر.
فقد زادت سوداويتي أكثر مما هي؛ ونظرتي للدنيا تغيرت فبتّ أشعر كالرواقي الذي ينتظر الدهر أن ينتهي، كي يحترق الكون في الإحتراق العظيم(conflagration) فيعود وتعود أنت —العودة الأبدية، اللوغوس: الذي يعود أبداً إلى الإشتعال عندما تتطابق النجوم والكواكب تطابقاً كاملاً مع ما كانت عليه لحظة البداية—؛ فضلاً على أنّ النباتية تحِطُّ من العنفوان وتجعلك قريباً لحالة السكر —وكأنك مفصول عن مشاكلك الحياتية، أي مفصول عن الدنيا— وإنّي لأظن بأن معظم النباتيين يميلون إلى التحشيش وأشياء أخرى هرباً من الحياة؛ وبما إني أكره كل المسكرات، وكل ما يفصل الإنسان عن الواقع، لأني أعتبر ذلك هروباً وجبناً من مواجهة الصعاب والحياة، وبما إني شعرت بهذا الإحساس مع النباتية، فعرفت أنه يستحيل علي أن أكون نباتياً. —


الفيلسوف الألماني فيورباخ —نصف مادي-نصف مثالي -هو يعتبر نفسه مادي بحت-، لكن معادي للمثالية وللدين، هو أستاذ ماركس— لديه مقال طويل في "نظرية الغذاء"، ويقول أنّ طباع الشعوب يحددها نوع الغذاء؛ ويعزو عدم ثورة الشعوب في أوروبا أنذاك لكون مأكل الفقراء والعمال والطبقات الكادحة كان يستند في أساسه إلى النباتيات والخضار، يقصد البطاطا، وبما أنّ البطاطا كثيرة النشويات ومعدومة البروتين والفوسفور، فبالتالي الدماغ عند هذه الطبقة من الناس يبقى في حالة ضعف شديد وغير قادر على التفكير في أي شيء، لكونه ينقصه البروتين الأساسي للدماغ، وبالتالي يبقون في حالة ضعف مستمرة وعاجزين عن الثورة؛ فإذا ما أرادوا أن يثوروا على وضعهم، فعليهم أن يغيروا المأكل —

خلاصة القول: إبتعدوا عن البطاطا )))))