كفاكم هلوسة يا عربان ويا ملالي !

حتى لو كان كل ما يقال عن المؤامرة الأمريكية صحيح 100% . فهل يمكن مواجهة هذه المؤامرة بشعوب ضعيفة يركبها حكامها كالحمير. يسرقونها ويفقرونها ويذلونها !.. ثم بعد ذلك يأتيها تاجر دين خبيث ليطلب من هذه الشعوب المنهكة والمنتهكة كرامتها أن نتصدى للمؤامرة التي تحاك ضدها وتتنتصر على أمريكا التي لا تجرؤ أقوى الأمم أن تتصدى لها!؟

ما يتوجب على الشعوب العربية اليوم هو أن تتحرر من حكامها الذين يستعمرونها (استعمار حقيقي بجيوش تستخدم المدافع والدبابات والطائرات، كما يحدث في سوريا اليوم) وأن تحاول إعادة بناء دولها ومؤسساتها على أساس من العدل والمساواة كي تزداد قوة ومنعة فتستطيع أن تتحرر من سيطرة أمريكا وغيرها من المصالح الدولية التي تتصارع على المنطقة.

وهذا يحتاج إلى سنوات طويلة من العمل الجاد.
أما الأهبل الذي يظن أن الأمر ليس أكثر من غزوة يقوم بها عنترة العبسي برفقة شيبوب وأبو زيد الهلالي كي ينتصر على أمريكا وموزة وبرتقالة، ويعود بعدها بالغنائم معلنا انتصاره على أمريكا والامبريالية والصهيونية، فأقول له: يمكنك أن تستمني على هذه الفشخرات، وأن تشتم هذا وذاك وتلك، خمسين سنة. وفي النهاية ستموت أهبلا كما كنت.

== لمن لم يفهم بعد لماذا قطر وليس السعودية؟.. نقول له إن السعودية يحكمها اليوم مافيا من العجائز التي "ما لها خلق" على المناكفات فأوكلت الأمر إلى قطر "الشابة" التي لا تشغلها مشاكل اجتماعية. (متوسط دخل الفرد في قطر هو الأعلى في العالم أجمع وقدره 179 ألف دولار للفرد الواحد في السنة). ولمن يسأل لماذا قطر دون مصر ؟.. نقول له إن قطر قادرة، بسبب الفائض الكبير في ميزانيتها ويزيد عن 22 مليار دولار في السنة ، على "تمويل" تدخلها ووساطتها في الأزمات. وهي جاهزة حين يستدعي الأمر لانفاق عدة مليارات لتمويل تغيير سياسي في بلد ما. ومصر لا تستطيع، ولهذا السبب فإنها تحجم عن التدخل.

على هؤلاء أن يفهموا أن المرجعية العربية، وفي العالم أيضا، هي اليوم للأغنى والأقدر على تمويل الخلافات والاتفاقات .. لا للأكبر أو الأقوى.

(والمثال عن تدخلات إيران واضح. فالملا رحمة يعلم جيدا أن الدولارات "الحلال" القادمة من إيران هي التي صنعت من حزب الله البعبع الذي يخشاه الجميع في لبنان.. لا شعارات الملالي الكاذبة، ولا السرداب "الملغوم"... لكنه مكره على مواقفه الدونكيشوتية ، لا بطل ! ... )